ناسا تؤكد وصول عينات تاريخية من الكويكب بينو إلى الأرض

أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا عن وصول عينات مما وصفت بـ "أخطر صخرة معروفة في النظام الشمسي" إلى الأرض.

الكبسولة التي تحمل العينات، هبطت في الصحراء الغربية لولاية يوتا الأمريكية، تتويجا لمهمة دراسة للصخرة مدتها سبع سنوات.

وجرى جمع العينات من سطح الكويكب بينو في عام 2020 بواسطة المركبة الفضائية أوزوريس-ريكس.

وترغب وكالة ناسا في معرفة المزيد عن الجسم الجبلي، لأسباب من بينها مخاوف من ضربه لكوكبنا خلال الـ 300 عام القادمة.

ويتوقع العلماء أن تكشف كيمياء العينات معلومات جديدة حول تكوين الكواكب قبل 4.5 مليار سنة، وربما حتى إعطاء نظرة ثاقبة حول كيفية بدء الحياة في عالمنا.

وتحركت الحاوية بحجم إطار السيارة مبدئيا بسرعة تزيد عن 12 كم/ثانية (27000 ميل في الساعة) وواجهت ذروة تسخين تزيد على 3000 درجة مئوية ، لكن الدرع الحراري والمظلات أدت إلى إبطاء هبوطه وإسقاطه بلطف على أرض آمنة في السهل الصحراوي.

غادرت المركبة الفضائية أوزيريس- ريكس الأرض في عام 2016 لإجراء أبحاث في بينو، الذي يمكن أن يضرب كوكبنا في أواخر القرن المقبل باحتمال ضئيل للغاية.

واستغرق المسبار عامين للوصول إلى الصخرة التي يبلغ عرضها 500 متر وسنتين أخريين لمراقبة "جبل الفضاء" قبل إجراء سلسلة جريئة من المناورات التي عثرت على مخبأ للمواد السطحية.

ويتطلع العلماء إلى وضع أيديهم على الشحنة الثمينة التي تقدر بنحو 250 غرامًا (9 أونصات).

قد لا يبدو هذا الحجم كبيرا، فهو يعادل وزن هامستر بالغ، كما وصفه أحد العلماء. لكن بالنسبة لأنواع الاختبارات التي تريد فرق ناسا إجراؤها، فهي أكثر من كافية.

وقال دانتي لوريتا، الباحث الرئيسي في أوزوريس ريكس: "بعض أدواتنا تفحص الذرات التي تشكل البلورات داخل هذه الصخور".

وقال البروفيسور في جامعة أريزونا لبي بي سي نيوز: "عندما تعمل على هذا النطاق، فإن الحجر الواحد يمثل مساحة لا نهاية لها لاستكشافها. وسنعمل على هذه المواد لعقود وعقود من الزمن في المستقبل".

عندما عثرت فرق الإنعاش على الكبسولة على الأرض، كان دافعهم هو إعادتها إلى غرفة نظيفة مؤقتة في قاعدة دوغواي العسكرية القريبة في أسرع وقت ممكن.

وإذا كانت العينة، كما يعتقد الباحثون، تحتوي على مركبات الكربون التي ربما تكون قد شاركت في خلق الحياة، فيجب تجنب خلط المادة الصخرية مع كيمياء الأرض الحالية.

وقال مايك مورو، نائب مدير مشروع أوزوريس ريكس: "إن نظافة المركبة الفضائية ومنع تلوثها كان مطلبا صارما في المهمة".

وأضاف: "إن أفضل طريقة يمكننا من خلالها حماية العينة هي نقلها من الحقل إلى المختبر النظيف الذي أنشأناه هنا في حظيرة الطائرات في أسرع وقت ممكن، وإخضاعها لعملية تطهير بغاز النيتروجين النقي. ومن ثم تصبح آمنة".

وستقوم فرق الاسترداد بتفكيك الكبسولة، وإزالة درعها الحراري وغطائها الخلفي، مع ترك العينة آمنة داخل علبة داخلية.

ومن المقرر أن يشهد اليوم الاثنين نقل هذه العلبة جواً إلى مركز جونسون الفضائي في ولاية تكساس الأمريكية، لبدء تحليل العينات.

سيكون العالم البريطاني آشلي كينغ جزءا من فريق "النظرة السريعة" المكون من ستة أشخاص، والذي سيقوم بإجراء التقييم الأولي.

وقال خبير متحف التاريخ الطبيعي: "أتوقع رؤية مادة صخرية ناعمة وهشة للغاية".

وأضاف: "ستحتوي على معادن طينية، معادن سيليكات تحتوي على ماء محبوس في بنيتها. والكثير من الكربون، لذلك أعتقد أننا سنرى على الأرجح معادن كربونات، وربما بعض الأشياء التي نسميها الكوندرولات وأيضا شوائب الكالسيوم والألومنيوم، التي كانت أول المواد الصلبة التي تتشكل في نظامنا الشمسي".

وتخطط ناسا لعقد مؤتمر صحفي في 11 أكتوبر/تشرين الأول لإعلان نتائج فحصها الأولي. ومن المقرر توزيع عينات صغيرة على فرق البحث المرتبطة بها في جميع أنحاء العالم، على أمل تقديم تقرير عن مجموعة من الدراسات في غضون عامين.

وقالت لوري غليز، مديرة علوم الكواكب في ناسا، لبي بي سي نيوز: "إن أحد أهم أجزاء مهمة إعادة العينة هو أننا نأخذ 75 في المئة من تلك العينة وسنحتفظ بها للأجيال القادمة، للذين لم يولدوا بعد للعمل في مختبرات لم تُنشأ بعد، باستخدام أدوات لم نفكر فيها بعد".

بعد إسقاط الكبسولة، سيوجه مسبار ناسا للطيران إلى كويكب آخر يسمى أبوفيس، ومن المتوقع أن يكون ذلك في عام 2029.