نيران كثيفة ومقتل محتج في الخرطوم تزامنا مع زيارة خبير أممي

توفي محتج متأثراً بإصابته بعيار ناري في الصدر خلال مشاركته، في تظاهرات بالخرطوم، وفق لجنة أطباء السودان، حيث دعا خبير أممي إلى تجنب "الاستخدام المفرط للقوة" في مواجهة آلاف المتظاهرين الذين يطالبون بالعدالة لضحايا القمع.

واحتشد المتظاهرون في أنحاء البلاد بعد أقل من أسبوع من إعلان الحكام العسكريين رفع حالة الطوارئ.

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن المتظاهر الذي توفي الجمعة قتل عندما أطلقت قوات الأمن نيراناً كثيفة على مسيرات في حي الصحافة بالخرطوم.

من جهتها، اتهمت الشرطة الجمعة متظاهرين بمهاجمة مراكز أمن والتسبب في أضرار وإصابات.

الذكرى الثالثة

وجاءت الاحتجاجات في الذكرى الثالثة لهجوم دامٍ على اعتصام للمطالبة بالحكم المدني بعد فترة وجيزة من إطاحة عمر البشير.

واتفق الجيش وجماعات مدنية على تقاسم السلطة في صيف 2019، لكن هذا الترتيب انتهى بانقلاب في أكتوبر الماضي. ومنذ ذلك الحين تخرج مسيرات مناهضة للجيش على نحو متكرر.

واستباقاً لهذه الذكرى، دعا خبير حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أداما دينغ الذي يزور البلاد، عبر "تويتر"، "السلطات إلى ضبط النفس وعدم اللجوء إلى القوة المفرطة بحق المتظاهرين اليوم".

أما دول الترويكا في السودان (النروج والولايات المتحدة وبريطانيا) فقد عبرت من جانبها عن "تضامنها مع الناجين والضحايا" جراء تفريق الاعتصام في 3 يونيو 2019، وطالبت "بإنهاء سريع للتحقيق الذي أطلقته الحكومة في هذه المجزرة ونشر نتائجه".

وخلال زيارته الأولى للسودان في فبراير حض دينغ الجيش على وقف "إطلاق الذخيرة الحية" واستخدام عبوات الغاز المسيل للدموع كقذائف قاتلة من خلال إطلاقها مباشرة على الحشود.

وأقر رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بأن عناصر جيش استخدموا البنادق ضد متظاهرين لكنه اعتبر أنهم لم يتلقوا أوامر للقيام بذلك.

ويواصل البرهان التأكيد على تأييده لإجراء حوار من أجل إعادة إطلاق المسار الديمقراطي الذي توقف إثر الانقلاب.

في المقابل يرفض الشارع أي مفاوضات مع الجيش فيما تطالب أحزاب سياسية بالإفراج أولاً عن عشرات المتظاهرين والنشطاء المسجونين منذ أكتوبر.

مفاضات مباشرة

لكن مسؤولين كباراً أعلنوا الأربعاء أنهم التقوا ممثلين للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي واتفقوا معهم على "إطلاق مفاوضات مباشرة" بين مختلف الفاعلين في السودان "الأسبوع المقبل".

وقال أسامة محمد (24 عاماً) الذي كان يسير عبر نهر النيل في أم درمان من الخرطوم، حيث سد المتظاهرون تقاطعاً رئيساً وتعرضوا للغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الأمن "ستستمر الاحتجاجات حتى نحقق العدالة لشهدائنا والحكم الديمقراطي".

وينحي المحتجون باللائمة على قوات الأمن في مقتل نحو 130 شخصاً، بحسب تقدير لجنة الأطباء، في عملية دهم في الثالث من يونيو 2019 أثناء فض اعتصام في وسط الخرطوم. واعترفت السلطات بحدوث 87 حالة وفاة.

وقال عضو في لجنة تحقق في الحادث لوكالة "رويترز" إن اللجنة أوقفت نشاطها منذ الانقلاب.

وردد المتظاهرون في أم درمان، الجمعة، الهتافات، ورفعوا صور متظاهرين قتلوا في عملية الدهم تلك.

ويقول مسعفون إن 99 شخصاً قتلوا في احتجاجات مناهضة للانقلاب. ويقول الحكام العسكريون الذين يواجهون أزمة اقتصادية إنهم رفعوا حالة الطوارئ في خطوة لبناء الثقة.