مؤتمر التضامن مع الأسرى الفلسطينيين يبدأ أعماله في مالمو بالسويد

انطلقت في مدينة مالمو جنوبي السويد، السبت، أعمال المؤتمر الأوروبي السابع لمناصرة الأسرى الفلسطينيين والذي ينظمه التحالف الأوروبي لمناصرة الأسرى، بمشاركة واسعة من ممثلي جمعيات أوروبية ومنظمات حقوقية دولية وبرلمانيين أوروبيين، إلى جانب مشاركة فلسطينية واسعة من مختلف الجاليات الفلسطينية في أوروبا والولايات المتحدة، وممثلين من فلسطين، وبحضور سفيرة دولة فلسطين لدى السويد، رلى محيسن، وممثلي المؤسسات الفلسطينية التي تعنى بشؤون الأسرى. وقد تأخر وصول عدد كبير من المدعوين من الأراضي الفلسطينية المحتلة بسبب عدم منح السفارة السويدية التأشيرات في الوقت المناسب.

وتستمر أعمال المؤتمر على مدى يومين متتاليين، يتخللها ورشات عمل متخصصة يقدمها خبراء في القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وخبراء في الإعلام بلغات متعددة. ويسلط المؤتمر الذي يشارك فيه نحو 120 شخصا، الضوء على القضايا المتعلقة بحقوق الأسرى وأوضاعهم ومعاناتهم اليومية في سجون الاحتلال، بهدف الوصول إلى أنجع السبل والآليات التي تساهم في تدويل قضيتهم وإيصال رسالتهم إلى العالم.

وقد تحدث في اليوم الأول بالإضافة إلى سفيرة فلسطين، الدكتور خالد حمد، رئيس التحالف الأوروبي لنصرة أسرى فلسطين، والذي افتتح المؤتمر، وأكد على أهمية تدويل قضية الأسرى خاصة قضية المعتقلين الإداريين والأسرى المرضى والأسرى الأطفال.

 كما قُدمت رسائل تضامن من السيدو أوميهاناراسوبتش كاسوموفيش، من حزب اليسار السويدي، ووزير شؤون الأسرى الفلسطيني، قدري أبو بكر، والسيد رمزي رباح، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والسيد خورجيمورتينسين من حزب القائمة الموحدة بالدنمارك، والسيدة مريم وود من لجنة التضامن مع فلسطين في هولندا، وعضو البرلمان البريطاني السابق كريس وليامسون.

كما استمع المؤتمر لرسالة مسجلة للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين من عضوة الكونغرس الأمريكي رشيدة طليب، وكذلك رسالة مسجلة من السيد وليد العمري، مدير مكتب الجزيرة في فلسطين، حول ظروف استشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة.

وقدم السيد رأفت حمدونة، المتخصص في شؤون الأسرى والمعتقلين، بيانا بالفيديو من فلسطين عن أوضاع الأسرى الفلسطينيين، مؤكدا أن عدد الفلسطينيين الذي سجنوا أو اعتقلوا منذ حرب عام 1967 قد تجاوز المليون إنسان، أي بنسبة 20 في المئة من مجموع السكان. وقال: “يوجد الآن 4600 أسير موزعون على 23 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف، من بينهم 31 أسيرة و172 طفلا و682 معتقلا إداريا  و500 أسير مريض و551 أسيرا يقضون سجنا مؤبدا واحدا أو عدة مؤبدات”. وأضاف أن عمداء الأسرى الذين قضوا أكثر من 20 سنة في السجن وصل إلى 214، من بينهم 37 أمضوا أكثر من ربع قرن، و25 أسيرا قبل اتفاقيات أوسلو، و17 أسيرا قضوا أكثر من 30 سنة و8 أسرى قضوا أكثر من 35 عاما.

وأكد حمدونة أن غالبية هذه السجون والمعتقلات تقع خارج الأرض المحتلة مما يعني أن هناك انتهاكا واضحا للقانون الدولي. وقال إن من بين الأسيرات الـ31 في سجن الدامون، ربّات بيوت وطالبات وأمهات وكبيرات في السن وقاصرات. وترتكب سلطات الاحتلال ضدهن كافة أنواع الانتهاكات كالاعتقال التعسفي، والتعذيب النفسي والجسدي والإهمال الطبي ومنع التعليم، والتفتيشات المستفزة والمراقبة الدائمة بالكاميرات كي تحرمهن من أي نوع من الخصوصية.

وأضاف أن عدد من استشهدوا في السجون الإسرائيلية وصل إلى 228 شهيدا منهم 72 نتيجة الإهمال الطبي، و76 نتيجة القتل العمد، و73 نتيجة القتل تحت التعذيب. وقال إن هناك تقارير موثقة تثبت أن هناك عملية سرقة لأعضاء الشهداء كما جاء في تقرير استقصائي للصحافي السويدي دونالد بوستروم عام 2001، الأمر الذي أكدته الدكتورة الإسرائلية ماييرا فايسفي في كتابها “على جثثهم الميتة” وكذلك أكدت شبكة CNN عام 2008 أن إسرائيل تبيع أعضاء الشهداء الفلسطينيين. وللعلم فإن إسرائيل تحتجز جثامين 361 شهيدا منهم 105 في الثلاجات و266 في مقابر الأرقام.

كما تم تنظيم جلسة في اليوم الأول للمؤتمرحول المحكمة الجنائية الدولية ودورها في ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين. وقد تحدث في الجلسة ثلاثة خبراء سلطوا الضوء على المحكمة وآليات عملها وتسييسها من أجل حماية إسرائيل.

وقد كرّم التحالف الأوروبي لنصرة الأسرى الفلسطينيين عددا من النشطاء الأوروبيين بالإضافة إلى أسير محرر، والمحامي علي أبو هلال لتفانيه في خدمة الأسرى وحضوره كافة مؤتمرات اللجنة السبعة، ومتابعته شؤون الأسرى وتوثيق الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل وتحويلها للمحكمة الجنائة الدولية.

ويختتم المؤتمر أعماله مساء الأحد بإصدار بيان ختامي يتضمن التوصيات التي أقرّتها ورشات العمل المختصة، واعتماد آليات تنفيذها عبر لجان اللجان الأربعة المختصة القانونية والطبية والإعلامية والسياسية.