توقعات بانحسار الاحتجاجات الصينية

 

YNP: متابعات

 

سلطت صحف عالمية صدرت اليوم الخميس، الضوء على المشهد الصيني في ظل موجة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد ضد سياسة "صفر كوفيد" الصارمة منذ السبت، مع توقعات أمريكية بانحسار رقعة المظاهرات وعدم اتساعها.

تحذيرات صينية

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن السلطات الصينية أصدرت، الأربعاء، تحذيراً شديد اللهجة للمحتجين الذين يتظاهرون منذ السبت ضد سياسة بلادهم الصارمة بشأن فيروس كورونا، والمعروفة باسم "صفر كوفيد".

توقع مسؤولون أمريكيون أن الاحتجاجات في الصين من غير المرجح أن تنتشر أو تشعل حركة أوسع "ضد حكام بكين الاستبداديين

واشنطن بوست

وقالت الصحيفة، إن السلطات حذرت صراحة من شن حملة قمع واسعة ضد المتظاهرين وسط "رسائل مشوشة" حول مستقبل سياسة "صفر كوفيد"، حيث أجرت قوات الأمن عمليات تفتيش مفاجئة في شوارع المدن الكبرى، بالتزامن مع ارتباك واسع النطاق بشأن ما إذا كانت بكين تبذل محاولة جادة لتخفيف أقسى إجراءاتها ضد الفيروس التاجي.

وأضافت أن قادة الحزب الشيوعي الحاكم، الذين تجنبوا ذكر المسيرات الجماهيرية التي تتحدى سياستهم الصارمة تجاه الوباء، قد أعلنوا للمرة الأولى أنهم "سيقومون بقمع المظاهرات بحزم".

ونقلت الصحيفة عن تشين وينكينغ، ضابط المخابرات السابق ورئيس اللجنة المركزية للشؤون السياسية والقانونية، وهي أعلى هيئة لصنع القرار في الحزب الشيوعي لسياسة إنفاذ القانون، قوله إن السلطات ستتصرف ضد "أنشطة التسلل والتخريب من قبل القوات المعادية وكذلك على الأعمال غير القانونية أو الإجرامية التي تعطل النظام الاجتماعي".

وجاء تحذير تشين، إلى جانب اعتقال المحتجين المشتبه فيهم وزيادة تواجد الشرطة في المدن الكبرى، في الوقت الذي تراجعت فيه رقعة المظاهرات إلى حد كبير في الأيام الثلاثة الماضية.

وكانت الصين شددت، وفقاً للصحيفة، نظام الرقابة الصارم على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بعد اجتماع كبير للحزب الشيوعي الشهر الماضي.

وأوضحت "البوست" أنه بموجب اللوائح الجديدة التي تدخل حيز التنفيذ في الـ15 من الشهر الحالي، قد يواجه مستخدمو تطبيقات التواصل الاجتماعي "الذين يعيدون النشر أو يعجبون فقط" بمنشورات تعتبرها السلطات ضارة عقوبات مثل تعليق الحساب، على الرغم من أنه من غير الواضح كيف سيتم تنفيذ ذلك.

ومن المحتمل، وفقاً للصحيفة، أن تكون هذه مجرد بداية لحملة مطولة من قبل قوات الأمن الصينية لتحديد ومعاقبة الأشخاص الذين شاركوا في الاحتجاجات، حيث تمتنع الحكومة الصينية عن التعليق بشكل مباشر على الاحتجاجات أو استجابة الشرطة لها.

في غضون ذلك، توقع مسؤولون أمريكيون أن الاحتجاجات في الصين من غير المرجح أن تنتشر أو تشعل حركة أوسع "ضد حكام بكين الاستبداديين"، وذلك وفقاً لمناقشات جرت بين إدارة الرئيس، جو بايدن، وحصلت عليها صحيفة "بوليتيكو".

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن المناقشات التي جرت الثلاثاء، تصف الاحتجاجات الصينية بأنها "متباينة وغير منظمة وبلا قيادة إلى حد كبير"، مشيرة إلى أن هذه الأسباب تؤدي إلى انحسار المظاهرات أو عدم تحويلها إلى حركة أكبر أو أكثر تنظيماً.

ووفقاً لتقرير "بوليتيكو"، خلصت المناقشات إلى أن الولايات المتحدة تقوم بجمع تقارير ميدانية وتقيّم بنشاط الوضع في المدن بجميع أنحاء الصين.

ورأت الصحيفة أن مضمون المناقشات يقدم أول لمحة مفصلة عن تفكير الإدارة بشأن الاحتجاجات ومدى تفاعلها مع المشهد الصيني.

كما كشفت المناقشات، وفقاً للصحيفة، أن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن السلطات الصينية قد تجري تغييرات في سياسة "صفر كوفيد" لاسترضاء المحتجين، وأكدت أن بعض التعديلات قيد التنفيذ بالفعل.