بوتين يدعو إلى تعزيز العلاقات العسكرية مع بيلاروس بعد ساعات من قصف كييف

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لن تبتلع بيلاروس، داعياً إلى تعزيز العلاقات العسكرية مع هذا البلد الحليف إثر محادثات مع نظيره ألكسندر لوكاشينكو تلت هجوماً بطائرات مسيرة على كييف تسبب في انقطاع التيار الكهربائي.

وقال بوتين في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البيلاروسي في مينسك، "لا مصلحة لروسيا في ابتلاع أي من كان. هذا بكل بساطة لا معنى له". وأعلن عن اتفاق توصل إليه الزعيمان خلال هذه المحادثات "الأساسية" لتعزيز تعاونهما في "كل الميادين"، لا سيما في قطاع الدفاع. ولفت إلى "إجراءات مشتركة لضمان" أمن البلدين و"تبادل شحنات أسلحة"، فضلاً عن تصنيع مشترك للأسلحة.

كذلك، ستواصل روسيا تدريب جنود بيلاروس على قيادة طائرات بيلاروسية سوفياتية التصميم قادرة على حمل قنابل نووية، وفق المصدر نفسه.

من جهته، قال لوكاشينكو، "هل نستطيع حماية استقلالنا بمفردنا من دون روسيا؟ كلا". وأضاف أن "روسيا تستطيع الاستغناء عنا، ولكننا لا نستطيع الاستغناء عنها. وإذا اعتقد أحد أنه قادر على أن يفصل بيننا اليوم فلن ينجح في ذلك". وتابع لوكاشينكو، "الأوقات الصعبة تتطلب منا الإرادة السياسية والتركيز على تحقيق نتائج في جميع مواضيع جدول الأعمال الثنائي".

وجاءت زيارة بوتين إلى مينسك برفقة وزيري الدفاع سيرغي شويغو، والخارجية سيرغي لافروف، بعد ساعات من إطلاق القوات الروسية سرباً من الطائرات المسيرة الهجومية على بنى تحتية حيوية في كييف، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في نحو 12 منطقة.

ويسعى الكرملين منذ سنوات إلى توطيد أسس التكامل مع بيلاروس التي تعول على موسكو للحصول على قروض ونفط بأسعار مخفضة.

وقبيل زيارة الرئيس الروسي تنامت التكهنات حول نيته الضغط على لوكاشينكو لإرسال قوات إلى أوكرانيا كي تقاتل إلى جانب القوات الروسية التي تكبدت سلسلة من الانتكاسات خلال نحو 10 أشهر من القتال. ونفى الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن يكون بوتين قد خطط لزيارة بيلاروس لإقناع مينسك بالمشاركة في النزاع في أوكرانيا، قائلاً إن هذه المزاعم "غبية" و"بلا أساس".

في هذا الوقت، قال قائد القوات المشتركة الأوكرانية سيرغي نايف إنه يعتقد أن المحادثات ستتناول "اعتداءً آخر على أوكرانيا والمشاركة الأوسع نطاقاً للقوات المسلحة في بيلاروس في العملية على أوكرانيا، وبالتحديد، في رأينا، في الميدان أيضاً".

وتخشى المعارضة السياسية في بيلاروس، التي زج بمعظمها في السجون أو أجبرت على النفي أو السكوت، من ضم روسيا أجزاءً من بلادهم التي تضررت هي الأخرى بسبب العقوبات الاقتصادية الغربية الشاملة. ورفض كل من بوتين ولوكاشينكو هذه الفكرة.

وأتت الهجمات بمسيرات، والتي أسفرت عن إصابة ثلاثة أشخاص في ضواحي كييف، في وقت أعلنت فيه روسيا أنها أسقطت أربعة صواريخ أميركية الصنع في سماء منطقة بيلغورود المتاخمة لأوكرانيا، وهذا الإعلان هو الأول من نوعه خلال نحو 10 أشهر من القتال.