اشتداد القتال في الخرطوم و دارفورتشهد أعمال عنف جديدة

قال سكان في العاصمة السودانية إن القتال اشتدت حدته في مناطق عدة بالخرطوم، أمس الأحد، بعد انتهاء سريان وقف إطلاق النار، فيما أشار نشطاء إلى اندلاع أعمال عنف جديدة في ولاية شمال دارفور أودت بحياة 40 شخصاً في الأقل.

وبدأ وقف لإطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في 22 مايو وانتهى أجله ليلة السبت.

وأدى وقف إطلاق النار إلى هدوء حدة القتال والسماح بوصول مساعدات إنسانية محدودة، لكن شابته، شأنه شأن غيره من إعلانات وقف إطلاق النار السابقة، انتهاكات عدة.

ودعت الرياض وواشنطن طرفي النزاع في السودان إلى العودة لطاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار جديد، قبل يومين من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى السعودية.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن بيان لوزارة الخارجية في الرياض، أمس الأحد، قوله إن "الميسرين على استعداد لاستئناف المحادثات الرسمية"، كما يدعوان "الطرفين إلى اتفاق على وقف إطلاق نار جديد، وتنفيذه بشكل فعال بهدف بناء وقف دائم للعمليات العسكرية".

وتابع البيان "ما زال وفدا القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع موجودين في مدينة جدة، على رغم تعليق المحادثات وانتهاء وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام".

وفي حال توقيع هدنة جديدة بين طرفي الصراع ستكون هي العاشرة منذ اندلاع المعارك منتصف أبريل الماضي، فيما لا تزال الاشتباكات دائرة بين الطرفين.

واندلع الصراع الدامي على السلطة في السودان يوم 15 أبريل، وتسبب في أزمة إنسانية كبيرة نزح خلالها أكثر من 1.2 مليون شخص داخل البلاد، وفر 400 ألف إلى دول الجوار.

وأظهرت لقطات حية، أمس الأحد، تصاعد أعمدة من الدخان الأسود في سماء العاصمة. ووردت أنباء عن اندلاع قتال في عدة مناطق أخرى منها وسط الخرطوم وجنوبها وبحري.

وخارج العاصمة، اندلع قتال في إقليم دارفور في الغرب الذي يعاني بالفعل ويلات صراع طال أمده وأزمات إنسانية طاحنة.

وأفاد شهود بأن القتال العنيف الذي اندلع يومي الجمعة والسبت أدى إلى حالة من الفوضى في مدينة كتم، وهي مركز تجاري وإحدى البلدات الرئيسة في شمال دارفور.

وقالت هيئة محامي دارفور الحقوقية إن 40 شخصاً في الأقل قتلوا، وأصيب العشرات بعضهم من سكان مخيم كساب الذي يؤوي نازحين من اضطرابات سابقة.

ونفى الجيش سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة. وقال شهود إن طائرة عسكرية تحطمت في أم درمان، وهي واحدة من ثلاث مدن تشكل منطقة العاصمة الكبرى.

ولم يصدر تعليق حتى الآن من جانب الجيش الذي يستخدم طائرات حربية لاستهداف قوات الدعم السريع المنتشرة في أنحاء العاصمة.

إلى ذلك قالت السلطات المعنية بالآثار في السودان إن مقاتلي قوات الدعم السريع انسحبوا من المتحف القومي في وسط الخرطوم. ونشرت القوات شبه العسكرية، السبت، مقطعاً مصوراً من داخل المتحف الذي يضم مومياوات وقطعاً أثرية ثمينة أخرى، نافية أن تكون قد ألحقت أي ضرر بالمقتنيات.

وأدت الأعمال القتالية إلى انتشار عمليات النهب والدمار في العاصمة وانهيار الخدمات الصحية وانقطاع الكهرباء والمياه وقلة المتاح من الإمدادات الغذائية.

وشهدت الأيام الماضية أول هطول للأمطار لهذا العام، مما يمثل بداية موسم سيستمر حتى أكتوبر  تقريباً، ويؤدي إلى حدوث فيضانات وزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه.

وقد يقود هطول الأمطار إلى تعقيد جهود الإغاثة التي تضررت بالفعل بسبب التأخيرات الناجمة عن الإجراءات البيروقراطية والتحديات اللوجيستية.