اشتباكات عنيفة جنوب الخرطوم والأمم المتحدة تحذر من حرب أهلية شاملة

أفاد شهود بوقوع مزيد من الضربات الجوية، أمس الأحد، قرب القصر الرئاسي، كما دارت "اشتباكات عنيفة بأسلحة ثقيلة" في أحياء جنوب الخرطوم. وقال سكان إن اشتباكات وقعت بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في الأبيض جنوب غربي الخرطوم، وكذلك إلى الجنوب من العاصمة.

في هذا الوقت، دعت وزارة الخارجية الأميركية طرفي الصراع في السودان، أمس الأحد، إلى إنهاء القتال والعودة للثكنات، وأكدت ضرورة منع أي تدخل خارجي في السودان، معتبرة أنه لا يوجد حل عسكري للصراع.

وقالت الخارجية الأميركية في بيان إن مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية مولي في ستتوجه إلى أديس أبابا، اليوم الإثنين، في زيارة لمدة يومين تلتقي خلالها زعماء أفارقة ومدنيين سودانيين لبحث كيفية إنهاء الصراع في السودان.

وأثبتت الجهود الدبلوماسية الرامية لوقف القتال بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" عدم جدواها حتى الآن، إذ أدت مبادرات مختلفة إلى حدوث ارتباك حول كيفية إقناع طرفي الصراع بالتفاوض.

وأدى القتال الذي اندلع في الخرطوم في منتصف أبريل إلى نزوح أكثر من 2.9 مليون شخص، منهم ما يقرب من 700 ألف فروا إلى دول الجوار التي يعاني كثير منها الفقر وتداعيات الصراعات الداخلية.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان "ندعو القوات المسلحة السودانية وقوات (الدعم السريع) إلى إنهاء القتال على الفور والعودة إلى الثكنات والتقيد بالتزاماتهما بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون عوائق لتلبية الاحتياجات الطارئة للمدنيين". وأضافت الوزارة أن مساعدة وزير الخارجية ستلتقي خلال زيارتها مدنيين سودانيين وممثلين كباراً عن حكومات في المنطقة ومن الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) لدول شرق أفريقيا ومن مفوضية الاتحاد الأفريقي.

وقال مطار الخرطوم الدولي إن سلطة الطيران المدني السودانية مددت إغلاق المجال الجوي حتى 31 يوليو الجاري، و"يستثنى من ذلك رحلات المساعدات الإنسانية ورحلات الإجلاء بعد الحصول على تصريح من قبل الجهات المختصة". وأغلق المجال الجوي السوداني أمام حركة الطيران بعد نشوب الصراع بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع".

وحذرت الأمم المتحدة، أمس الأحد، من أن السودان "على حافة حرب أهلية شاملة" قد تزعزع استقرار المنطقة برمتها، غداة غارة جوية في أم درمان بضاحية غرب الخرطوم الكبرى، أسفرت عن 22 قتيلاً على الأقل وعشرات الجرحى.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن "الحرب المستمرة بين القوات المسلحة دفعت السودان إلى حافة حرب أهلية شاملة قد تزعزع استقرار المنطقة بأكملها"، بحسب ما أفاد نائب المتحدث باسمه فرحان حق في بيان.

ودان غوتيريش "الغارة الجوية في أم درمان بالسودان، التي أسفرت عن مقتل 22 شخصاً في الأقل بحسب تقارير".

وكانت وزارة الصحة بولاية الخرطوم قد قالت في بيان، أول من أمس السبت، "قصف للطيران الحربي فجر السبت يودي بحياة 22 مواطناً ويخلف عدداً كبيراً من الجرحى" بمنطقة دار السلام العامرية في أم درمان. واتهمت قوات "الدعم السريع" الجيش بتنفيذ الغارة، مشيرة إلى أنها أدت إلى مقتل 31 شخصاً في الأقل. إلا أن القوات المسلحة نفت في بيان، أمس الأحد، "تعامل القوات الجوية يوم (السبت) مع أي أهداف معادية في أم درمان".

واتهم الجيش قوات "الدعم السريع" بـ"قصف المناطق السكنية بالمدفعية والصواريخ، تزامناً مع تحليق طائراتنا لمحاولة إلصاق تهمة استهداف القوات المسلحة للمواطنين زوراً وبهتاناً".

وأكد سكان بدار السلام العامرية لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس الأحد، أن ما شهدوه كان "قصفاً جوياً قتل فيه 22 شخصاً بينهم أطفال".