المعارك والسيول تجتمعان على السودانيين

أُجبر سودانيون في منطقة أبو روف السكنية بمدينة أم درمان ضاحية غرب الخرطوم الكبرى على مغادرة منازلهم اليوم الإثنين بسبب احتدام القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأفاد أحد سكان المنطقة وكالة الصحافة الفرنسية بوقوع اشتباكات وصفت بـ "الأعنف" للسيطرة على المنطقة.

وقال إن "الجيش يقصف بالمدفعية والطيران جسر شمبات الذي يربط بين أم درمان وبحري شمال الخرطوم لوقف الإمداد عن قوات الدعم السريع".

وفي هذا الصدد أفادت لجان مقاومة أبو روف بأن المنطقة شهدت "إخلاء عاماً لكل المنازل بأمر من القوات المسلحة من ناحية والدعم السريع من ناحية أخرى وإعلانها منطقة عمليات"، داعياً "جميع سكان الأحياء المجاورة إلى مساندة أهالي أبو روف"، فيما تحدث آخرون عن تواصل "القصف المدفعي والصاروخي" على مناطق وسط مدينة أم درمان وشمال الخرطوم وجنوبها، كما أكد مواطنون بحي الشهداء وسط أم درمان "سقوط قذائف على المنازل".

وأواخر الشهر الماضي أفاد محامو الطوارئ، وهي مجموعة تشكلت خلال احتجاجات ديسمبر 2018 ضد الرئيس السابق عمر البشير، بأنه تم إخلاء مناطق عدة بالخرطوم، خصوصاً في الجنوب والوسط، واستخدام منازل المواطنين "ثكنات عسكرية".

من ناحية أخرى، تسببت السيول في تدمير وتضرر أكثر من 400 منزل بالولاية الشمالية في السودان.

ونقلت وكالة أنباء السودان، في تقرير ليل الأحد الإثنين، "تعرضت أجزاء واسعة من محليات دنقلا ومروي والدبة والقولد والبرقيق وحلفا خلال اليومين الماضيين إلى أمطار وسيول أدت إلى حدوث بعض الأضرار والخسائر في المنازل السكنية والمزارع".

وأضافت أن التقارير الأولية رصدت "تضرر 300 منزل كلياً وجزئياً بمحلية مروي و58 منزلاً بمحلية القولد و56 منزلاً بمحلية الدبة و50 منزلاً بمحلية دنقلا".

حلت هذه المأساة بالسودانيين بعد قرابة أربعة أشهر من الحرب بين الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في 15 أبريل وتركزت في العاصمة وضواحيها وفي إقليم دارفور غرب البلاد وبعض المناطق الجنوبية.

أسفرت هذه الحرب عن مقتل 3900 شخص في الأقل، كما أجبرت نحو أربعة ملايين شخص على مغادرة بلداتهم ومنازلهم سواء إلى ولايات أخرى بمنأى عن أعمال العنف أو إلى خارج البلاد.

والإثنين أفاد سكان في العاصمة بتواصل "القصف المدفعي والصاروخي" على مناطق وسط مدينة أم درمان غرب العاصمة وشمال الخرطوم وجنوبها، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي السودان الذي يعد من أكثر دول العالم فقراً حتى قبل اندلاع النزاع الحالي، يستمر العاملون في المجال الإنساني في المطالبة سدى بالوصول إلى مناطق القتال، ويقولون إن السلطات تمنع وصول المساعدات إلى الجمارك ولا تصدر تأشيرات دخول لعمال الإغاثة.

وسبق أن حذرت منظمات الإغاثة الدولية من أن موسم الأمطار في السودان والذي بدأ في يونيو الماضي يمكن أن يتسبب في انتشار أوبئة مثل الحصبة والكوليرا، خصوصاً في ظل توقف أنشطة التحصين ضد الأمراض وخروج 80 في المئة من المرافق الطبية في البلاد خارج الخدمة.

كانت الأمم المتحدة قالت إن عدد من يعانون "انعدام الأمن الغذائي الحاد" تضاعف في السودان، إذ أفادت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أن "أكثر من 20.3 مليون شخص، يمثلون أكثر من 42 في المئة من سكان البلاد، يعانون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد".

ووصفت المنظمة الأممية الوضع في السودان بأنه "حرج بلا شك"، خصوصاً مع "ما يقرب من 6.3 مليون شخص في مرحلة الطوارئ من مراحل الجوع الحاد".

والولايات الأكثر تضرراً - وفق الفاو - هي تلك التي تعاني النزاع النشط، بما في ذلك الخرطوم وجنوب وغرب كردفان ووسط وشرق وجنوب وغرب دارفور، حيث يواجه أكثر من نصف السكان الجوع الحاد.

ويعد السودان من أكثر دول العالم فقراً حتى قبل اندلاع النزاع الحالي، بينما يستمر العاملون في المجال الإنساني بالمطالبة من دون جدوى للوصول إلى مناطق القتال، ويقولون إن السلطات تمنع وصول المساعدات إلى الجمارك ولا تصدر تأشيرات دخول لطواقم الإغاثة.