السودان.. معارك عنيفة في الخرطوم وقتلى في أم درمان

استؤنفت المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدن العاصمة الثلاث، بعد هدوء حذر قارب الأسبوع، وشهدت منطقة شمال أم درمان قصفاً مكثفاً بالمدفعية والمسيرات يعد الأعنف من نوعه نفذته "الدعم السريع" من منصاتها بالخرطوم بحري، أدى إلى سقوط 10 قتلى، فيما قام طيران الجيش بقصف مواقع الأخيرة بالمدينة الرياضية وحي المجاهدين وأرض المعسكرات جنوب الخرطوم.

وبحسب شهود، فإن ما لا يقل عن 50 قذيفة صاروخية سقطت في عدد من حارات الثورة ومنطقة كرري بشمال أم درمان، وهما أكثر المناطق المأهولة بالسكان والأكثر استقراراً عن بقية الأحياء الأخرى، مما تسبب في وقوع ما لا يقل عن 20 إصابة بين قتيل وجريح.

وسمع دوي انفجارات قوية وتصاعد أعمدة الدخان الأسود في سماء المنطقة، وبين الشهود أن القصف المكثف لـ"الدعم السريع" استهدف مخزناً للذخيرة في قاعدة وادي سيدنا العسكرية بأم درمان، كما سقطت إحدى القذائف في فناء مسجد بالحارة 29 - الثورات أوقعت عدداً من الإصابات، ونوهوا أيضاً بأن منطقة جنوب الحزام شهدت طلعات مكثفة للطيران الحربي التابع للجيش، وسمعت أصوات قصف مدفعي متواصل وعنيف إضافة إلى دوي انفجارات ومضادات أرضية.

ويأتي هذا القصف المتواصل من قبل قوات "الدعم السريع" على منطقة شمال أم درمان لمحاصرة معسكرات الجيش الواقعة في محلية كرري بما في ذلك قاعدة وادي سيدنا العسكرية التي تنطلق منها معظم الطائرات القتالية التي تستهدف تمركزات "الدعم السريع" في مدن العاصمة الثلاث.

في الأثناء، قال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العميد نبيل عبدالله "اشتبكت قواتنا في أم درمان مع مجموعة من ميليشيا الدعم السريع وتمكنت من تدمير ثماني مركبات قتالية ومدرعة وتعطيل أخرى، إضافة إلى تكبيد هذه القوات عدداً كبيراً من القتلى والجرحى".

وأضاف عبدالله "كذلك، دمرت قوات الجيش السوداني عدداً من الأهداف المعادية وتجمعات للميليشيا بوسط الخرطوم، فيما تواصل القوات المتمردة عمليات القصف العشوائي على منازل المواطنين، وسقط جراء ذلك نحو 17 مدنياً بين قتيل وجريح في مناطق شمال أم درمان تحديداً في حارات الثورة 20 و25 و14 و13، الأمر الذي يؤكد عدم مراعاة هذه الميليشيا القانون الدولي وقواعد الاشتباكات".

في سياق آخر، أعلنت لجان المقاومة السودانية المنضوية تحت الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب، رؤيتها لإنهاء حرب 15 أبريل واسترداد مسار الثورة والقرار السياسي لصالح المدنيين، وأكدت، في بيان، أن اجتماعات الجمعية العمومية للميثاق قررت "تدشين مسار سياسي مدني مع الجماهير لحل ميليشيا الدعم السريع وإعادة هيكلة الجيش واسترداده لصالح الشعب السوداني واستكمال مسار ومهام ثورة ديسمبر (كانون الأول) المجيدة".

 وأشار البيان إلى أن الحرب الراهنة أكدت صدق وعملية شعار الحركة الجماهيرية الخالد "العسكر للثكنات والجنجويد ينحل".

 وواصل البيان "أثبتت وقائع استمرار الحرب حقيقة عدم قدرة أي جهة على حسم الصراع عسكرياً، وعلى أن الإصرار على استمرار الحرب قد يعني امتدادها لفترات أطول سيكون ثمنها توسع نطاقها، وتعميق تمزيق النسيج المجتمعي والسلم الأهلي، وتوقف الحياة المدنية، واستمرار النزوح والانهيار الاقتصادي".

 ونوه البيان بأن "سعي فلول النظام البائد لإعادة إنتاج وتسويق نفسها وميليشياتها وكتائبها الدموية والتحشيد الشعبي لخيارات استمرار الحرب وتعميق عملية تمزيق النسيج الاجتماعي، لن يفلح في إعادتها إلى السلطة".

وشارفت الحرب في السودان التي بدأت في الخرطوم وتمددت لتشمل مناطق واسعة بولايات دارفور وكردفان على إكمال شهرها السادس وسط اتساع نطاق المواجهات بين الطرفين، وعلى رغم الضغوط الكثيفة التي تمارسها أطراف دولية وإقليمية وقوى سياسية وجماعات أهلية في السودان لوقف النزاع الدامي، فإن الطرفين يتجاهلان دعوات التهدئة.

وأدت المعارك الضارية بين الجيش و"الدعم السريع" حتى الآن إلى مقتل أكثر من تسعة آلاف شخص، وفق أرقام منظمة "أكليد" غير الحكومية، المختصة بجمع بيانات النزاعات، التي تعد أقل بكثير من الحصيلة الحقيقية، كما خلف النزاع أكثر من خمسة ملايين نازح ولاجئ، وتسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية والصحية في البلاد، وهي من أفقر دول العالم.