تقدم روسي نحو مدينة رئيسية في الشرق الأوكراني.. (تفاصيل)  

YNP:

 كثّفت القوّات الروسية عملياتها الجمعة باتجاه مدينة تشاسيف يار المحورية للتقدّم في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا والتي باتت بحسب كييف تتعرّض “لقصف متواصل”.

وأعلنت السلطات المعيّنة من موسكو أن الجيش الروسي يتقدّم شيئا فشيئا نحو تشاسيف يار الواقعة في غرب باخموت والتي تعدّ آخر مركز مهمّ قبل مدينة كراماتورسك الكبيرة.

ومنذ أسبوع، “يحتدم الوضع”، على ما قال سيرغي تشاووس رئيس الإدارة العسكرية في المنطقة لوكالة فرانس برس، مؤكّدا أن المدينة تتعرّض “لقصف متواصل” من الجيش الروسي.

وصرّح أن “المدينة أصبحت أكثر خطورة. وإذا كانت هناك فترات هدوء في السابق، فلم يعد الأمر كذلك”.

وكشفت قناة “ديبستايت” على “تلغرام” المقرّبة من الجيش الأوكراني والتي يتابعها نحو 690 ألف شخص أن الروس “اقتحموا منازل” في الضاحية الشرقية لهذه المدينة التي دمّرتها الحرب والتي لم يعد يسكنها سوى 770 شخصا، بحسب تشاووس، في مقابل 13 ألفا سابقا.

ونشرت مقاطع مصوّرة غير مؤرّخة على حسابات على “تلغرام” منسوبة إلى الجيش الروسي تظهر ضربات على مبان في شرق تشاسيف يار.

وتقع تشاسيف يار على هضبة على مسافة لا تتخطّى 30 كيلومترا جنوب شرق كراماتورسك، كبرى مدن المنطقة تحت السيطرة الأوكرانية التي تشكّل محورا لوجستيا أساسيا للجيش الأوكراني.

وفي شرق أوكرانيا، أعلنت موسكو سيطرة قوّاتها على بلدة فوديانيه غرب مدينة أفدييفكا التي أحكم الروس قبضتهم عليها في شباط/فبراير، مؤكّدة تقدّمها البطيء في وجه جيش أوكراني ينقصه العتاد والعديد.

– “عملية خاصة” –

وبالرغم من هذه الصعوبات الميدانية، تواصل أوكرانيا قصفها الأراضي الروسية.

وكان مصدر في وزارة الدفاع الأوكرانية قد أفاد في وقت سابق وكالة فرانس برس بأن جهاز الأمن (اس بي يو) والجيش الأوكرانيين نفّذا “عملية خاصة” طالت قاعدة في مدينة موروزوفسك بمنطقة روستوف الحدودية في جنوب روسيا.

وكشف المصدر عن “تدمير ست طائرات عسكرية على الأقل وإلحاق أضرار بالغة بثمانٍ غيرها”.

ولم تعلّق روسيا بشكل رسمي على هذه التصريحات، لكن وزارة الخارجية الروسية أعلنت عن هجوم بالطائرات المسيّرة هو من الأوسع نطاقا استهدف عدّة مناطق روسية، بما فيها روستوف-أون-دون، في الليل وساعات الصباح.

وأعلن حاكم منطقة روستوف فاسيلي غولوبيف عبر “تلغرام” عن إصابة ثمانية أشخاص في انفجار ذخائر متفجّرة كانت في إحدى المسيّرات.

وكشف عن تعرّض محطة كهرباء فرعية لـ”أضرار”، في حين حرم “نحو 600 شخص” في المنطقة من الكهرباء في ساعات الصباح الأولى.

وبحسب المصدر الأوكراني تضمّ قاعدة موروزوفسك قاذفات تستخدمها روسيا لقصف أهداف ومواقع عائدة للجيش الأوكراني، ومدن قريبة من خطوط التماس.

وكثّفت أوكرانيا في الآونة الأخيرة هجماتها ضد الأراضي الروسية، وتستهدف خصوصا منشآت الطاقة، وذلك بعدما توعّدت مرارا بنقل القتال إلى داخل روسيا ردّا على الهجمات الكثيفة التي تتعرض لها منذ عامين.

– ثلاثة قتلى في زابوريجيا –

وأكّدت روسيا من جهتها الجمعة أن القصف المكثّف الذي شنّته في الآونة الأخيرة على أوكرانيا وألحق أضرارا جسيمة بالشبكة الكهربائية خصوصا أتى “ردّا” على الهجمات الأوكرانية التي استهدفت مصافي نفط على الأراضي الروسية.

وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية أنه “من 31 آذار/مارس إلى 5 نيسان/أبريل من هذه السنة، شنّت القوات الروسية المسلّحة 39 ضربة في المجموع… على منشآت في قطاع الطاقة في أوكرانيا ردّا على محاولات نظام كييف إلحاق أضرار بمنشآت في مجالات النفط والغاز والطاقة في روسيا”.

ويكثّف الروس ضرباتهم في الآونة الأخيرة على منطقة خاركيف (شمال شرق)، ما أدّى إلى وقوع عدّة ضحايا وانقطاع الكهرباء على نطاق واسع.

وقُتل ثلاثة أشخاص عى الأقلّ الجمعة وأصيب 13 شخصا آخر بجروح إثر سقوط صواريخ روسية على مدينة زابوريجيا الكبيرة في جنوب أوكرانيا، وفق ما أعلن الحاكم المحلي.

وفي منطقة دونيتسك، أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” أن مكتبها في بوكروفسك “دُمّر بالكامل” بضربة وقعت قرابة الساعة 3,00 فجر الجمعة. وأفادت الشرطة بإصابة خمسة مدنيين بهذه الضربة التي أطلقت بواسطة صاروخين.

وقام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من جهته بجولة لتفقد التعزيزات العسكرية قيد الإنشاء في منطقة تشيرنيهيف (الشمال)، وفق شريط فيديو نشره الديوان الرئاسي الجمعة.

وفي أواخر شباط/فبراير 2022، هاجمت القوّات الروسية هذه المنطقة المحاذية لبيلاروس وروسيا في إطار مساعيها إلى الاستيلاء على العاصمة كييف.

وفي بؤرة أخرى تشهد توتّرات قوية هي ترانسدنيستريا الانفصالية الموالية لروسيا في مولدافيا، أعلن انفصاليون الجمعة أن طائرة مسيّرة ضربت محطة رادار في إحدى القواعد العسكرية في هذه المنطقة المحاذية لأوكرانيا. وقبل ثلاثة أسابيع، وقعت حادثة مماثلة اعتبرتها السلطات الأوكرانية “استفزازا” روسيا.

من جهتها، افادت السلطات المولدافية انها تحلل “كل الصور والمعلومات” المرتبطة بالهجوم المذكور.