زيادة الوزن قبل سن الـ30 تهدد الرجال بالسرطان

بعد تحليل مجموعة من البيانات الخاصة بما يربو على 250 ألف رجل في السويد، تبين أن زيادة الوزن لدى الرجل على مدى سنوات حياته ارتبطت بالإصابة بسرطان البروستاتا عموماً.

كذلك وجد العلماء أن العلاقة بين زيادة الوزن وسرطان البروستاتا المميت كانت مدفوعة باكتساب الكيلوغرامات الزائدة بين عمر 17 و29 سنة.

وقدم العلماء نتائجهم التي لم تخضع بعد لمراجعة علماء نظراء في المؤتمر الأوروبي للسمنة، في دبلن في إيرلندا.

وقالت الدكتورة ماريسا دا سيلفا من قسم الطب الانتقالي في "جامعة لوند" في مالمو السويدية "إن معرفة مزيد من المعلومات في شأن العوامل التي تسبب سرطان البروستاتا تشكل مفتاح الوقاية من هذا الداء".

"عوامل الخطر الوحيدة المثبتة من قبيل التقدم في العمر والتاريخ العائلي للمرض، وكثير من العلامات الوراثية، ليس في المستطاع إحداث أي تغيير فيها، لذا يكتسي تحديد عوامل الخطر القابلة للتغيير أهمية بالغة"، وفق الدكتورة دا سيلفا.

في المملكة المتحدة يشكل سرطان البروستاتا أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين صفوف الرجال، مع تشخيص نحو 52 ألف حالة منه سنوياً، وكذلك يمثل سرطان البروستاتا السبب الثاني الأكثر شيوعاً للوفاة بالسرطان لدى الرجال، مع تسجيل قرابة 12 ألف حالة وفاة سنوياً.

وأظهر بحث سابق أن الدهون الزائدة في الجسم تفاقم خطر الإصابة بالشكل القاتل من سرطان البروستاتا، وبغية العثور على مزيد من التفاصيل حول هذه العلاقة بين [زيادة الوزن في سن الـ 30 والإصابة بسرطان البروستاتا في وقت لاحق من الحياة]، عملت الدكتورة دا سيلفا وزملاؤها على تحليل بيانات خاصة بـ 258477 رجلاً كانوا جزءاً من دراسة بعنوان "السمنة وتطوير الأمراض في السويد" (اختصاراً ODDS) بين العامين 1963 و2014.

وواصل العلماء متابعة هؤلاء الرجال الذين كانوا غير مصابين بسرطان البروستاتا عند تسجيلهم في الدراسة، حتى عام 2019 (متوسط المتابعة 43 سنة)، وقيست أوزان هؤلاء المشاركين ثلاث مرات على أقل تقدير بين سن 17 و60 سنة.

كشفت البيانات إصابة 23348 مشاركاً بسرطان البروستاتا، وقد كان متوسط العمر عند التشخيص 70 سنة، وتوفي 4790 رجلاً بسبب سرطان البروستاتا.

وتبين من العمليات الحسابية التي أنجزها فريق البحاثة أن زيادة الوزن التي تساوي أكثر من نصف كيلوغرام (1.1 رطل) سنوياً، ارتبطت بارتفاع خطر الإصابة بالشكل العدواني من سرطان البروستاتا بنسبة 10 في المئة، وتفاقم خطر الإصابة بالشكل المميت من سرطان البروستاتا بنسبة 29 في المئة.

وأشار بحث سابق كما ذكرت الدكتورة دا سيلفا إلى أن "التركيزات المرتفعة لعامل النمو الشبيه بالأنسولين-1" (اختصاراً IGF-1)، علماً أنه هرمون يشارك في نمو الخلايا وتطورها، تؤدي دوراً في زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.

"يسجل هذا الهرمون مستويات مرتفعة لدى من يعانون السمنة، ومن المحتمل أن تقود الزيادة الحادة في الوزن إلى تفاقم هذا الارتفاع [في مستوى عامل النمو الشبيه بالأنسولين-1"] وظهور السرطان"، أضافت الدكتورة دا سيلفا.

وقال الباحثون إن اتقاء زيادة الوزن في مرحلة الشباب من شأنه أن يقلص خطر الإصابة بسرطان البروستاتا العدواني والمميت في وقت لاحق من الحياة.

ولكن "لا نعرف ما إذا كان الدافع الرئيس لهذه العلاقة زيادة الوزن بحد ذاتها أم الفترة الزمنية الطويلة لزيادة الوزن"، تساءلت الدكتور دا سيلفا.

"ومع ذلك لا يصل المرء إلى وزن ثقيل إلا باكتساب الكيلوغرامات الزائدة، لذا فإن تجنب الزيادة الحادة في الوزن لدى الشباب أمر ضروري للوقاية من سرطان البروستاتا"، ختمت الدكتور دا سيلفا.