بأوامر ولي العهد .. أميرات وأمراء سعوديون في سجون "سيئة السمعة"

YNP -  إبراهيم القانص :

الأمير السعودي محمد بن نايف، الذي شغل منصب وزير الداخلية، وولي العهد قبل الإطاحة به، كان أحد الأسماء التي تبث الرعب في نفوس المواطنين السعوديين بمجرد أن تُذكر، وطالما ملأ السجون بمعتقلي الرأي الذين كانوا يرون ضرورة إجراء إصلاحات في نظام الحكم داخل المملكة، حتى وإن كانت طروحاتهم منطقية وواقعية ولا تجانب الصواب، لكن السنن الكونية ودورات الزمن العجيبة تبدل المسارات والمجريات بطريقة لا يتوقعها الكثيرون، فلم يخطر ببال السعوديين، خصوصاً من تعرضوا للاعتقال والتعذيب، أن يصبح الأمير محمد بن نايف رهن الاعتقال وأن يتجرع من الكأس نفسها التي أذاقهم منها صنوف العذاب والإذلال.

أصبح الأمير السعودي محمد بن نايف، ولي العهد المطاح به، غير قادر على المشي، بسبب التعذيب النفسي والجسدي الذي يتعرض له على يد زبانية ولي العهد الجديد محمد بن سلمان، ورغم أن بن نايف كان رجل الإدارة الأمريكية في مرحلة من الزمن إلا أنها الآن لا توليه أدنى اهتمام ولم تتفاعل مع محاولات أطراف كثيرة معها للتدخل لدى حليفها الجديد لمساعدة وإنقاذ حليفها القديم.

 

مصادر مقربة من الديوان الملكي السعودي كشفت لشبكات أخبار أجنبية، منها "إن بي سي نيوز الأمريكية"، أن الأمير محمد بن نايف تعرض لإصابات خطيرة في قدميه نتيجة الضرب، وتم منعه حتى من استخدام مسكنات لآلامه الجسدية الناتجة عن التعذيب، إلى درجة أنه أصبح عاجزاً عن المشي إلا بمساعدة، مشيرة إلى أن بن نايف يقبع في مجمع حكومي أشبه بالمعتقل، قريب من قصر اليمامة في العاصمة الرياض، حيث لا يُسمح له بالخروج أو مقابلة أي شخص، بما فيهم ممثلوه القانونيون وطبيبه الخاص.

 

في السياق، يعتبر الناشطون الحقوقيون السعوديون أن بن نايف وبن سلمان لا يختلفان في سلوكهما وتاريخهما الحافل بقمع السعوديين، ولم يُبد الناشطون أي تعاطف مع الوضع المأساوي الذي يعانيه بن نايف منذ اعتقاله، حيث قالت المعارضة السعودية الدكتورة مضاوي الرشيد، في مقال نشره موقع بريطاني، إن بن سلمان يعاقب بن نايف بطريقته الخاصة لكن لأسباب مختلفة، مشيرةً إلى أن ذلك قد يحقق للمجتمع بعض الانتقام اللحظي، مؤكدةً في الوقت نفسه أنه لا بد من محاكمة الأميرين على جرائمهما بحق المواطنين السعوديين، وفيما يخص الدعوات الموجهة للإدارة الأميركية للتدخل ومساعدة محمد بن نايف؛ قالت الرشيد إنه يجب على إدارة بايدن تجاهل تلك الدعوات لمساعدة بن نايف الذي وصفته بالأمير المخلوع، موضحةً أنه لم يتوقف أبداً عن قمع النشطاء السلميين ومحاكمتهم.

 

الأميرات السعوديات أيضاً لم يكنَّ بمنأى من العنف والاعتقال الذي تمارسه سياسة ولي العهد محمد بن سلمان، ففي عام 2019م أُخذت الأميرة بسمة بنت سعود، حفيدة الملك المؤسس وإحدى سيدات الأعمال، من منزلها في مدينة جدة السعودية، وتم وضعها في سجن وصف بأنه "سيئ السمعة" مع ابنتها سهود الشريف.

 

وذكر موقع "ميدل ايست آي البريطاني" أن الأميرة بسمة محرومة من الرعاية الطبية التي تحتاجها بشكل ملح وضروري، إلا أن سلطات بن سلمان ترفض توفير ذلك للأميرة المعتقلة والمعزولة تماماً عن العالم وعن محيطها العائلي، ويرى مراقبون أن تداعيات الانتهاكات الخطيرة للحقوق الإنسانية التي تمارسها سلطات بن سلمان وسياسات القمع التي تزداد وتيرتها ستكون سبباً في تقويض نفوذ ولي العهد واستخفافه بحريات وحياة مواطنيه وأقربائه، إضافة إلى استنزافه موارد المملكة وثروات أبنائها لتمويل واستمرار الحرب التي يشنها على اليمن منذ أكثر من ستة أعوام مضت.