تفجير العند يكشف استمرار التحالف في تغذية الصراع المناطقي بين اليمنيين

 YNP -  إبراهيم القانص :

لا تزال الإمارات والسعودية، اللتان تقودان الحرب على اليمن، يكثفان جهودهما ومساعيهما الدائمة إلى خلق حالة من الانهيار الأمني والمجتمعي في كثير من مناطق اليمن،

بزرع الشقاق وتعميق النزاعات بين الأطراف المتصارعة، والتي تمول كل دولة منهما طرفاً وتتبنى دعمه وتوجيهه وفقاً لأجندة مصالحها، خصوصاً وقد تبين أن الدولتين تحرصان على إنهاء حالة الاستقرار والسلام التي كانت تنعم بها مناطق ومحافظات يمنية، بعيدة ومعزولة عن مناطق الصراع والمواجهات العسكرية.

 

الشاهد الأبرز على تلك الحالة ما يحدث في محافظتي المهرة وأرخبيل سقطرى، اللتين لم تكونا منذ بداية حرب التحالف مكاناً لأي نزاع أو اقتتال، ومع ذلك وصلت قوات الدولتين إليهما وأوجدت حالات انقسام ونزاع بين مواطني المحافظتين، بشراء الولاءات وتوجيه الموالين، ونشر القوات واستقطاب المجندين من كل الأطراف فأصبح حتى الأطفال يحملون الأسلحة، وكل تلك المظاهر ليست من أجل طرد القوات الأجنبية بل لخوض مواجهات بين المواطنين أنفسهم حسب ما تم تقسيمهم، والخلاصة أن حالة السلام في تلك المناطق لم تعد موجودة بل أصبحت أقرب إلى اندلاع حرب أهلية، بينما تستكمل الرياض وأبوظبي السيطرة على المواقع الاستراتيجية ومناطق الثروات.

 

مراقبون أشاروا إلى أن السعودية والإمارات اتخذتا أيضاً مسارات أخرى لتوسيع دائرة الصراع بين اليمنيين، وأبرز تلك المسارات ما تمارسه الدولتان من سياسات في المحافظات الجنوبية، إذ تديران الصراع بشكل متصاعد ومستمر بين الأطراف والمكونات المتنازعة والموالية لهما، بعدما زرعتا بذوره على أسس مناطقية ومذهبية، وكان آخر أو بمعنى أصح أحدث شاهد ما وقع في قاعدة العند من تفجير مجهول أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من مائة مجند، وبدأ تبادل الاتهامات بأن قائد اللواء الثالث الذي تعرض مجندوه للتفجير كان يرفض الانصياع لأوامر الإمارات كونه موالياً للشرعية، وأن من يقف وراء الاستهداف هو قائد ألوية العمالقة الموالي للإمارات، وذكر ناشطون على مواقع التواصل أن عبدالرحمن اللحجي قائد اللواء الذي تم استهداف أفراده كان يرفض أن يكون تابعاً للإمارات، الأمر الذي أدى إلى انتقامها منه بتفجير أفراده، مشيرين إلى أن التفجير تم تنفيذه على يد قائد موالٍ للإمارات يدعى أبو زرعة اليافعي، المتهم بتقسيم اللواء وتشتيت مجنديه، الذين ينتمون لقبائل الصبيحة ولحج، خصوصاً بعد حدوث مواجهات بينهم وبين القوات الإماراتية في المخا والساحل الغربي.

 

ونوه الناشطون بأن القوات الإماراتية التي كانت تتواجد في قاعدة العند خرجت في منتصف شهر يوليو الماضي، الأمر الذي يكشف أن مخطط التفجير لم يكن وليد اللحظة بل معد مسبقاً ومخطط له بدقة عالية، وهو ما يعيد إلى الأذهان التفجير الذي استهدف عرضاً عسكرياً لأحد ألوية الدعم والإسناد التابعة للانتقالي الموالي للإمارات في بداية شهر أغسطس من عام 2019م، خلال عرض عسكري، والذي كان سبباً في إثارة حملة مناطقية ضد أبناء المحافظات الشمالية في عدن، الذين تعرضوا للتهجير القسري والقتل والنهب على يد القوات الموالية للإمارات، وقد يكون حادث تفجير العند سيناريو مشابهاً لأحداث دامية قد تشهدها الأيام المقبلة، وفي الأحوال كلها لن تخرج الأحداث عن الصراع المناطقي الذي تعززه وتغذيه السعودية والإمارات بين اليمنيين في تلك المناطق حتى ينشغل الجميع عنهما وعن ما يتم تنفيذه من مخططاتهما للاستيلاء على الثروة والمواقع الهامة، ولا قيمة لدماء اليمنيين التي تسفك ما دامت مصالحهما تتحقق.