تصفير عداد "اليمن السعيد" – تقرير

خاص – YNP ..

على ايقاع هزائمه في شبوة، بدأ التحالف تسويق عملية جديدة في اليمن في محاولة للفت الانظار بعيدا عن حجم الخسائر التي تتكبدها الفصائل الموالية له جنوب اليمن  والهزيمة التي تلوح بالأفق، فهل يفتح التحالف جبهة جديدة أم يحاول  تبرير فشله في تحقيق اي تقدم في شبوة ومأرب؟

حتى الأن تبدو عملية "اعصار الجنوب" التي اطلقها قبل عدة اسابيع، وخصص لها كل ثقله العسكري والاعلامي  في محاولة لتحقيق انتصار اعلامي، الافشل في ظل عودة المعارك إلى عمق مديرية عسيلان وعين وبيحان اللتان اطلق منهم التحالف عملياته ، حيث تفيد التقارير الاعلامية عن تحقيق قوات صنعاء تقدم ميداني  من شانه قلب الطاولة على التحالف وفصائله ..

 التغيير الدراماتيكي في  المعركة الفاصلة هناك في ظل استحالة فصائله في التقدم باتجاه حريب رغم الفاتورة الباهظة التي دفعتها حتى الان وتمثلت بسقوط كبار قادة تلك الفصائل  إلى جانب الخسائر المادية ، كان ابرز دوافع التحالف لتسويق معركة جديدة  بالحديث عن عملية مرتقبة لطارق صالح باتجاه تعز والفصائل الجنوبية باتجاه الحديدة ، كما زعمت وسائل اعلامه ..

هذا التسويق رغم اعلان فصائل طارق المعروفة بـ"القوات المشتركة"  " عدم علمها به" هي محاولة اعلامية  يسعى من خلالها التحالف تحقيق عدة اهداف ، ابرزها تبرير سحب فصائل العمالقة من هناك في ظل فشلها عسكريا في تحقيق نتائج خاطفة وكذا تزايد المخاوف من ردة فعل "الحوثيين" في ظل استمرار الترقب  بتوجيه ضربة للإمارات على ضوء التهديدات الاخيرة لقيادات بارزة في صنعاء، وهو ما يشير إلى أن الامارات قد تلجا للبحث عن اتفاق  يبقي فصائلها "الجنوبية" ضمن خارطة  "الجنوب"  مقابل تعهدات بعدم استهدافها إن لم تكن قد بدأت بالفعل سحب اتباعها من هذه المنطقة وهو ما قد يضعها في مواجهة مع فصائل اخرى في التحالف باتت تشكك في كل خطوة تخطوها الإمارات والسعودية معا، هذا من ناحية، أما من ناحية اخرى فإسناد معركة تعز ، في حال تمت لطارق، فهي محاولة اماراتية لاستغلال النقمة الشعبية هناك ضد خصومها في "حزب الاصلاح"  لإعادته كـ"بطل" في مدينة كانت السباقة في ترحيل نظام عمه..  أما بخصوص الحديث عن معركة "الحديدة" فهو من باب محاولة تبرير سحب العمالقة من شبوة واجهاض مخططات سعودية للدفع بهذه الفصائل شمالا بغية استنزافها وبما يضعف ابوظبي التي تعتمد على العمالقة كركيزة في تنفيذ مخططاتها  في اليمن.

أيا تكن الاهداف الامارات من اعادة توجيه فصائلها، تؤكد المعطيات على الارض بأنها تحاول بكل  جهد الأن للتهدئة مع صنعاء التي سبق لها وأن اوصلت رسائل موجعة للإمارات، وتبرير انسحابها المرتقب في ضوء دفع دول خليجية بوساطة ايرانية إلى الواجهة في محاولة للخروج من المستنقع الذي قد يكون اكثر ايلاما مستقبلا.