ما وراء التحرك السعودي لمواجهة تمدد الانتقالي ؟ - تقرير

خاص – YNP ..

تكثف السعودية تحركاتها في ملف جنوب وشرق اليمن  في محاولة لمواجهة تمدد المجلس الانتقالي ، المدعوم إماراتيا، فما دوافع هذا التحرك  وما تأثيره على العلاقة بين الحليفتين ، والوضع بشكل عام؟

 بعد أيام على حسمها ملف حضرموت، قرعت السعودية ملف ابين .. في حضرموت القت السعودية بكل ثقلها  لمنع توغل فصائل الانتقالي باتجاه الهضبة النفطية  وقد نجحت بالفعل على اجبار  العمالقة ودفاع شبوة من الانسحاب من مناطق هامة تتبع إداريا سلطة وادي وصحراء حضرموت  كمثلث عساكر في العبر والتابع لمديرية الخشعة..

بالنسبة للسعودية فإن حضرموت ملكية حصرية لها ولن تفرط فيها نظرا لموقعها الاستراتيجي  المحاذي لأراضي المملكة أو الاقتصادي بثرواتها الطبيعية، وقد استدعت لذلك انزال قوات أمريكية في سواحل المحافظة خشية تعرضها لطعنة جديدة من اتباع حليفتها الصغرى.

جاء توقف الفصائل الموالية للإمارات  بعد جولة مكوكية للمبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ  شملت الامارات والسعودية  واكد خلالها قلق بلاده من تصاعد التوتر في تلك المناطق النفطية ما يشير إلى ان واشنطن ابرمت اتفاق بين الطرفين يقضي بتقاسم المحافظات الشرقية شبوة مقابل حضرموت..

وبعيدا عن ملف المناطق النفطية التي  يتم التعامل معها  من قبل اطراف دولية وإقليمية بحساسية مفرطة،  عادت السعودية للتحرك في ملف جنوب اليمن ، وتحديدا في ابين حيث وصل ضباط سعوديين إلى لودر  واقاموا استعراض لما تبقى من قوات هادي  وفصائل سلفية  موالية للرياض في لودر  والهدف كما يبدو قطع الطريق على حملة الانتقالي التي انطلقت من زنجبار وتمددت نحو شقرة   وصولا على خبر المراقشة أولى معاقل القاعدة..

هذا التحرك السعودي من حيث التوقيت يشير على أن الرياض التي ظلت تحكم اليمن باللجنة الخاصة  تحاول الحفاظ على مراكز نفوذ لها في جنوب البلاد، عبر إبقاء مراكز محددة لاتباعها وتحديدا التنظيمات المتطرفة كالقاعدة التي يتوقع ان تمنع حملة الانتقالي من التوغل في معاقلها بمديريات وسط ابين لاسيما في ظل التقارير  عن إعادة ترتيب صفوف تنظيم "داعش" في حضرموت.

وخلافا للسعودية التي تحاول إبقاء   قوى نفوذ موالية لها  جنوبا تحاول الامارات تمديد نفوذها باتجاه الشمال وقد قرعت بوابة مأرب وتعز عبر ايعاز اتباعها بقيادة طارق صالح للبدء بالحسم فعليا في وقت أصبحت فيه فجوة العلاقة بين السعودية ومراكز نفوذها التقليدية في اليمن تتسع بفعل عملية الاجتثاث ..

 قد يبدو المشهد في جنوب وشرق اليمن  ظاهريا مجرد صراع بين قوى الشمال والجنوب أو  على  السلطة، لكن من الناحية الفعلية هو انعكاس طبيعي لصراع إقليمي تحاول دول الحرب من خلاله إعادة رسم المشهد وبما يخدم نفوذها مستقبلا في ظل الحراك الدولي لإنهاء ملف اليمن باتفاق شامل.