انقلاب اماراتي على إسرائيل

خاص -  YNP:

شهد الموقف الاماراتي تجاه ما يدور في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الاحد، تغيير لافت بالتزامن مع تغيير مماثل في موقف السعودية، فهل هي محاولات متأخرة  لمسح فضائح اسناد الاحتلال  عسكريا مع فشله في تحقيق انجاز ام مجرد تسجيل موقف؟

الامارات التي ظلت من اللحظة الأولى لانطلاق طوفان الأقصى في السابع من الشهر الجاري تقف إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي وتردد نغمته في ادانة قتل الأطفال والشيوخ والنساء الإسرائيليين والتي اثبتت الأيام زيفها، ولم تتوان  بدعم مواقفه وتبرير جرائمها التي يرتكبها بحق سكان غزة في المحافل الدولية وابرزها تلك التي صدرت من الخارجية الإماراتية ومندوبتها في مجلس الامن ومن ثم وزير التعاون الدولي التي ترأست وفد ابوظبي لمجلس الأمن.

في الحقيقة لم يكن موقف الامارات من الحركات الإسلامية في المنطقة جديدا، فمنذ التطبيع الرسمي مع الاحتلال الإسرائيلي برعاية أمريكية وهي تقود حروب  هوجاء ضد من تسميهم بالإخوان" تارة والحوثيين" في أخرى، ولم تفرق بين سنتهم وشيعتهم وقد  استبدلت الديانة كلها بمجمع للسياحة الدينية اطلقت عليه "المجمع الابراهيمي، واختزلت فيه الكعبة وحتى مسرى الرسالة.

وبغض النظر عن مواقفها الداعمة لإسرائيل بما فيها التقارير التي تتحدث عن مشاركتها عسكريا في القصف الجاري على غزة،   بدأ موقفها الجديد المغاير لمسايرة الاحتلال مثار اهتمام عربي وقد أصدرت بيان لوزارة خارجيتها على استحياء يندد بالعملية البرية الإسرائيلية في غزة ويطالب مجلس الامن  لعقد جلسة طارئة لمناقشة تداعياتها..

لم يثير  اهتمام الامارات ومثلها السعودية، التي تخفي مواقفها مما يدور خشية غضب حركات المقاومة في المنطقة ضدها كما تقول التقارير الامريكية، سوى العملية البرية لقطاع غزة والتي فشلت قبل ان يطلع ضوء الصباح  وانتهت بمجازر مروعة للقوات الامريكية والإسرائيلية  التي شاركت بالهجوم ،في حين تجاهلت تلك الدول عشرات المجازر التي ابادت اسر بكاملها وطمرت احياء  بساكنيها من على وجه الأرض ولم  تلتفت حتى لـ500 شهيدا سقطوا بجريمة استهداف مستشفى المعمداني.

أيا يكون الهدف من التغيير في الموقف الاماراتي  تشير المعطيات من حيث التوقيت إلى أنه ليس اكثر من تسجيل متأخر لتنقيح سجل العار  الذي وصمت ابوظبي نفسها به خلال الثلاثة الأسابيع الماضية  ولم تكن غزة او حتى فلسطين التي انتفضت دول العالم بما فيها تلك الداعمة للاحتلال والتي فرضت قيود على التظاهر لأجلها، بحاجة له وقد سطرت  تاريخ جديد  لن ينساه الاحتلال  والاجيال القادمة  ذكراه لقرون من الزمن.