استهداف هنية .. محاولة لفك اخر روابط السنة والشيعة

خاص -  YNP ..

اثار توقيت ومكان اغتيال الاحتلال الإسرائيلي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس الكثير من الجدل خصوصا في الجانب الطائفي الذي ظلت أمريكا العزف على اسطوانته لتفكيك الامة الإسلامية فما ابعاد الخطوة؟


يشكل هنية وحركة حماس احدى الفصائل الإسلامية التي كسرت قيود الطائفية وانتهجت سياسة وحدة الامة بتشديد علاقاتها مع ايران وقوى المقاومة الشيعية حتى أصبحت المنطقة على اعتاب مرحلة جديدة تذوب فيه الابعاد الطائفية والتمذهب السياسي الذي احدثه الغرب عقب حقبة الاحتلال للشرق الأوسط برمته، وكانت هذه الروابط العابرة للطائفية ابرز ملامح قوة الامة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والانتصار لقضايا شعوبها ، حتى بات الغرب وامريكا والاحتلال الإسرائيلي  الذي كان يسوق خلال العقود الأخيرة بانه ديمقراطي يحشد تحت يافطة الحرب الدينية المقدسة.

على مدى السنوات الأخيرة غير معادلة كسر الحواجز المذهبية من واقع الامة في المنطقة ، وبات التقارب بين شعوبها بمذاهبها المختلفة اكثر من ذي قبل حتى طوفان الأقصى الذي أزال كافة رواسب وحواجز الاخوة التي فرضتها اجندة الاحتلال الغربي لعقود،  لكن هذا التقارب الذي اصبح معمد بدماء الشهداء من كلا المذاهب والطوائف بات يثير قلق الدول الغربية ويعقد مسار الاحتلال الذي ظل يتغذى على الصراعات لينمو ويكبر ، ولم يكن  له حيلة سوى فرض قواعد جديدة تعمق الانقسام وتعيد الامة إلى سيرة تمزقه الأول.

اختيار هنية ، السياسي الذي يجول الدول بحثا عن عدالة القضية الفلسطينية ، ليس عارضا ولا لأنه يشكل تهديد للاحتلال الإسرائيلي ، بل لأنه ابرز القيادات السنية التي اجهضت مشروع تمزيق الامة وطرق البوابة الشيعية بعد ان حاصرته الأنظمة لدول كان يفترض انها سنية .. كان هنية واحدا من القيادات التي ارست قاعدة جديدة مفادها لا يوجد صراع مذهبي في الإسلام وغرس صورة جديدة للمقاومة الشيعية التي ظل تسويقه كعدو  في أوساط المذاهب الأخرى ، واليوم وقد عادت الامة بسنيتها وشيعتها إلى قمة امجادها كان لا بد إيقاف ذلك الزخم وإعادة فرض الحدود باغتيال هنية وعلى الأراضي الإيرانية  حتى لا يفكر أي قائد سني التقارب مع نظيره الشيعي  عبر اثارة المخاوف من ذلك وتسويق فكر الغدر والخيانة في أوساط الامة  ناهك عن تحميل ايران دم الشهيد هنية وتصويرها انها لا تحمي من يخالفها ..