نعي امريكي لوجودها العسكري في اليمن

خاص -  YNP ..

بعد نحو 7 اشهر من الحرب على اليمن، تقر أمريكا بكارثية استراتيجيتها في المنطقة وتتحدث عن تغييرات جذرية فيها ، فهل تنجح واشنطن بالعودة إلى المشهد ؟ 


في أكتوبر  من العام الماضي ، ساقت أمريكا بوارجها واساطيلها تباعا إلى المنطقة، ونشرت معظمها في الممرات المائية اليمنية وتحديدا في البحر الأحمر وخليج عدن .. كان الساسة الأمريكيين والقيادات العسكرية يعتقدون  بأن القوة التي لا تقهر أصبحت مقيدة تماما لتحركات القوى الإقليمية  والحية وعزلها تماما عن ما يدور في الأراضي الفلسطينية من مجازر صهيونية انتقامية  من طوفان الأقصى.. ذهب الخيال الأمريكي حينها إلى الأنظمة العربية والخليجية الخانعة أصلا ، ولم يكن في حسابات الأمريكيين القوى الحية التي خلقت من براثين الحرب  وأصبحت تنمو بشكل غير متوقع، وحتى عندما بدأت العمليات اليمنية كان الأمريكيين يتصورون ان مجرد بضعة غارات  وقصف صاروخي  كفيل بردع تلك العمليات واحتوائها، وظنوا  أيضا ان دوي انفجارات بحجم قنابل تزن الفي رطل تم اسقاطها على صنعاء وصعدة او صواريخ توماهوك التي اطلقت باتجاه الحديدة وتعز  وحتى  تحليق طائرات ام كيو ناين المسلحة بأحدث الصواريخ والمجهزة بأحدث تقنيات التجسس قد يذيب فرائص اليمنيين  ويدفعهم  بشكل مفاجئ للتراجع او وقف العمليات وحتى تجنب المواجهة مع الأمريكيين انفسهم ، لكن جاءت النتائج معاكسة تماما فالعمليات التي اقتصرت في مرحلتها الأولى على السفن الإسرائيلية والمرتبطة بها  تصاعدت وتيرتها واتسعت أهدافها لتشمل الامريكية أيضا ، ومسرح العمليات اتسع من البحر الأحمر حتى وصل إلى المتوسط على الضفة الأخرى للاحتلال الإسرائيلي ، وحتى العمليات توسع بنك أهدافها مع إضافة اساطيل وحاملات طائرات اليها .. واليوم وبعد كل تلك المواجهات ، اصبح الأمريكيين يراجعون حساباتهم في اليمن اكثر من أي وقت مضى، فالتصريحات المتواترة من اقبية السياسية والدفاع الامريكية في واشنطن، تؤكد بانها خسرت المعركة وقد تحدثت بذلك البنتاغون التي اكدت بان استراتيجيتها كانت فاشلة ومثله مجلس الامن القومي الذي اكد منسقه للاتصالات مراجعة سياسات بلاده في اليمن ، والمراجعة  تتضمن اسقاط الورقة العسكرية التي اثبتت فشلها، وفق للمعطيات، وستتركز فقط حول الجانبين السياسي والدبلوماسي الذي بدأت واشنطن خوضه على امر تغيير خارطة حظوظها  في المنطقة  ول تضمن تنازلات  لم تكن في حسبان واشنطن بما في ذلك توسيط الصين في اليمن.