جاءت تصريحات يائير، وسط احتفاء إماراتي وأمريكي باذخ بافتتاح سفارة الكيان الإسرائيلي في العاصمة الإماراتية ابوظبي، الثلاثاء، لتغدو أول سفارة للصهيونية العالمية في منطقة الخليج العربي، ما اعتبر "انجازا عظيما" تجلت فيه الهيمنة اليهودية بصورة لافتة، طغت على مظاهر الاحتفاء.
وزير خارجية الكيان الإسرائيلي، يائير لابيد، وصف افتتاح سفارة لكيانه في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بأنها "لحظة تاريخية". بينما وصفها وزير الخارجية الامريكي أنتوني بلينكن بأنها "حدث مهم". في حين عدها البلد المستضيف للسفارة التي دُشنت في عمارة مؤقتا، "زيارة هامة لتطور العلاقات".
يائير، الذي استبق زيارة مؤجلة لرئيس حكومة الكيان الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى الإمارات منذ سبتمبر الماضي؛ قال خلال مراسم افتتاح أول سفارة "إسرائيلية" في منطقة الخليج العربي: "نقف هنا اليوم لأننا اخترنا السلام والتعاون". مضيفا: "لن نذهب إلى أي مكان. الشرق الأوسط وطننا".
وتابع مخاطبا دول المنطقة بنبرة متحدية ومحتفية، قائلا: "إسرائيل تريد السلام مع جميع جيرانها. لن نذهب إلى أي مكان. الشرق الأوسط وطننا. نحن هنا لنبقى وندعو كل دول المنطقة للاعتراف بذلك والحضور والتحدث إلينا". في رسالة مباشرة للصديق الحميم الرياض والعدو اللدود طهران.
السعودية، التي مرت عبر أجوائها، طائرة وزير خارجية الكيان الاسرائيلي، يائير لابيد، في طريقها إلى ابوظبي، هي الدولة الأقرب لمحطة التطبيع القادم. ذلك أمر يؤكده مسؤولو الكيان بثقة في كل مناسبة. لكن العقبة الرئيسة، هي تأخر حسم الحرب في اليمن، والقضاء على "المقاومة" المتصاعدة فيه.
بالنسبة لطهران. تدرك جيدا أبعاد إشهار العلاقات القائمة بين الكيان الإسرائيلي وأنظمة دول على الضفة الأخرى للخليج (العربي/ الفارسي). وسبق أن حذرت بأن "أي مغامرة عسكرية إسرائيلية أو أمريكية ضد ايران، ستقابل بمسح أربع عواصم في المنطقة بينها تل ابيب، بما فيها القواعد العسكرية الأمريكية".
على المقلب الأخر، اعتبر وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد آل نهيان، زيارة وزر خارجية الكيان، يائير لابيد، بأنها زيارة هامة تفتح آفاقا أرحب لنمو وتطور العلاقات بين البلدين في المجالات كافة بما يحقق مصالحهما المشتركة". في تأكيد تشبث ابوظبي بقشة كيان مهدد بالزوال.
وفي ترجمة لمهمة ابوظبي المرسومة سلفا لها، عقب إشهار تطبيع العلاقات مع الكيان. دعا "تل ابيب" إلى المشاركة البارزة في معرض إكسبو 2020م دبي، في أكتوبر المقبل بمشاركة نحو 195 دولة، بوصفه "منصة عالمية لصياغة مستقبل ما بعد جائحة فايروس كوفيد-19".
زيارة وزير خارجية الكيان الإسرائيلي، لم تخل -وفقا لوكالة الأنباء الإماراتية- من "بحث تعزيز العلاقات الثنائية في ضوء الاتفاق ‘الإبراهيمي‘ للسلام" الموقع في سبتمبر الماضي، برعاية الرئيس السابق دونالد ترامب والموقع في حديقة البيت الأبيض، ضمن "صفقة القرن".
وقالت الوكالة: "اتفق الجانبان على أهمية البناء على اتفاقيات معاهدة ابراهام من أجل تحقيق السلام وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار بالمنطقة. كما وقعا اتفاقية للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين". سلام، هو أبعد ما يكون عن الواقع، وأقرب ما يكون إلى الأوهام وأضغاث الأحلام.
المتحدث باسم خارجية الكيان الإسرائيلي، ليئور هايات، كان أكثر صراحة كما هي عادة الكيان مؤخرا في كشف أوراقه مع دول المنطقة، وقال إن اتفاق يوم الثلاثاء سيكون الثاني عشر بين الكيان والإمارات. ومن المقرر أيضًا أن يزور يائير لابيد موقع عرض إكسبو 2020 دبي".
فعليا، افتتاح سفارة للكيان في ابوظبي، امتداد لإشهار التطبيع غير المعلن مع الإمارات والبحرين وقطر وغيرها من دول منطقة الخليج، وسبقه افتتاح قنصلية يمثلها ثلاثة دبلوماسيون للكيان، برئاسة إيتان نائيه، وفتح سفارة لأبوظبي في “تل أبيب” الشهر الجاري وسط ضجة محدودة.
يبقى الأهم، أن الكيان الإسرائيلي الصهيوني يواصل تحقيق أحلامه وفق برتوكول حكماء صهيون، عبر اختراق المنطقة العربية تحت مظلة تطبيع العلاقات وما يسمى "اتفاقات سلام" بينما هو يواصل نهب الأراضي الفلسطينية وهدم منازل سكانها وقتلهم، على مرأى ومسمع وسائل الإعلام.