فضيحة "معمر الإرياني" في لندن

YNP -  إبراهيم القانص :

لا تنفك الفضائح تلاحق أعضاء حكومة الشرعية، وتكشف يوماً بعد آخر مدى وحجم العبث الذي يمارسونه بحق اليمن واليمنيين، سواء في نهب وهدر الثروات السيادية للبلاد، أو التكسب من وراء معاناة اليمنيين- وهم السبب فيها أساساً- لدى الدول والمنظمات المانحة، تارةً باسم المتضررين من الحرب، وتارةً باسم المتضررين من السيول، وتارات باسم الأمراض والأوبئة والمجاعة، والثابت في هذا كله هو أنهم السبب الرئيس في كل ما يعانيه اليمنيون، حيث لا همَّ لهم ولا هدف سوى تغذية أرصدتهم الشخصية وإنعاش مشاريعهم الاستثمارية في تركيا وعدد من دول المنطقة، وإن كان على حساب الشعب كاملاً، حتى وصل بهم القبح إلى التفريط بسيادة البلاد وفتحها أمام الطامعين في ثرواتها ومواقعها الاستراتيجية.

 بعد مدة ليست بالبعيدة من فضيحة وزير إعلام الشرعية، معمر الإرياني، مع إحدى الراقصات المصريات في القاهرة، ومنحها مجوهرات وعقارات مكلفة، ووصول القضية إلى القضاء المصري، ها هو يقع من جديد في فضيحة أكبر وأخزى، كونها تمس كل يمني في هويته وموروثه ومصدر اعتزازه وافتخاره بالإرث الحضاري الذي يباهي به أمم الأرض، هذه المرة كانت فضيحة الإرياني في لندن، لكنها ليست منح جزء من أموال وثروات اليمنيين المنهوبة لراقصة أو بائعة هوى، بل إنه باع إرث بلاده وتاريخ وحضارة أرضه وأمته.

 

وثيقة مسربة تداولتها وسائل إعلام عربية ودولية، كشفت تورط وزير إعلام الشرعية، معمر الإرياني، في تهريب قطع أثرية يمنية لبيعها في دول أوروبية، حيث لم يكتفِ بما قد جمعه من ثروة طائلة يستثمرها في المراقص والبارات في مصر وغيرها، وهي جميعها من أموال اليمن وثروة أبنائه المطحونين تحت رحى حرب عسكرية واقتصادية دخلت عامها السابع، إلا أن الإرياني وغيره من طاقم الشرعية وجدوا في الحرب باباً مناسباً لكسب الأموال وزيادة الثراء، وإن على حساب الملايين من الجياع والمرضى والمنكوبين من أبناء بلدهم.

 

الوثيقة التي سربتها هيئة الرقابة ومكافحة الفساد السعودية، ذكرت أن الشرطة البريطانية قبضت على مهربين سعوديين في لندن، وأبلغت السفارة السعودية هناك، الأمر الذي جعلها تحقق في القضية من خلال التخاطب مع هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، والتي بدورها أثبتت أن المهربين المعتقلين بعض عناصر شبكة تعمل في تهريب الآثار اليمنية، وكانت المفاجأة أن تلك الشبكة تتبع وزير إعلام وثقافة وسياحة الشريعة، معمر الإرياني، وأشارت الوثيقة إلى أن الشبكة كانت تهرب الآثار اليمنية عبر السعودية لبيعها بأثمان زهيدة في دول أوروبية.

 

وأضافت الوثيقة أن الجهات المختصة في المملكة ضبطت كميةً كبيرةً من القطع الأثرية اليمنية، مخبأة في أحد الأبنية المهجورة بالقرب من العاصمة السعودية الرياض، ويرى مراقبون أن الإرياني لن يكون وحده في مثل هذه القضية، وقد يكون أحد أركان النظام السعودي ضالعاً فيها، إلا أن الاحتمال الأكبر أن يكون الوزير كبش فداء كونه تحت وصاية السلطات السعودية ولن يقدم أو يؤخر هو وحكومته بل وهادي نفسه في إظهار براءته إذا ما كان أمير سعودي وراء القضية.