أقبية السجون السعودية .. الصورة السوداء للمملكة

YNP -  إبراهيم القانص :

النزعة العدائية للسعودية تجاه اليمنيين وغير اليمنيين لم تعد مستغربة، ففيما يخص اليمنيين هي مسألة عداء تاريخي نتيجة ثقافة تجذرت في الأسرة الحاكمة (آل سعود) أباً عن جد، وكان كل ملك يوصي خلفه وولي عهده أن رخاء هذه الدولة الجارة (اليمن) سيكون مقابل نكال مملكتهم، فحرص الجميع على أن تظل اليمن غير مستقرة، سياسياً واقتصادياً وأمنياً وعسكرياً،

تنفيذاً للوصايا المتوارثة في تلك السلالة من آل سعود، وتوجوا ذلك العداء أخيراً بحرب كونية تقودها السعودية على رأس تحالف إقليمي دولي منذ أكثر من ستة أعوام، أما غير اليمنيين فللمملكة أيادٍ في كثير من الصراعات في المنطقة والإقليم مثل سوريا والعراق وليبيا ودول المغرب، ولم يعد هذا كله مستغرباً فحكام المملكة بطبيعتهم يميلون للعداء نحو كل شيء، وليس أدل على ذلك من سياسات القمع والتنكيل ومصادرة الحريات داخل المملكة وضد أبنائها الذين تمتلئ بهم السجون السرية ويذوقون أنواعاً وصنوفاً شتى من العذاب.

 

ما ترتكبه السلطات السعودية بحق معارضيها والناشطين الحقوقيين من أبناء المملكة، يعيد إلى الأذهان (محاكم التفتيش) في أوروبا، والتهم التي كانت تبتكرها الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى لتبرر بها أنواع التعذيب بحق من كانوا يتجرأون على معارضتها، ورغم أن الأوروبيين وضعوا حداً لما كان يرتكب من الظلم وانتقلوا إلى ترسيخ العدالة التي حفظت للناس حقوقهم وإنسانيتهم، إلا أن السعودية حسب ما يبدو بدأت ممارسة نموذج مشابه لما كان يحدث في عصور الظلام، فقد ذكر تحقيق نشرته صحيفة "ذا صن" البريطانية أن المعتقلين في السجون السعودية يعانون ظروفاً غير إنسانية، كاشفاً أن المعتقلين يجلدون بالسياط حتى تُدمى جلودهم، ويصابون بالأمراض، ويفارق الحياة الكثير من القُصَّر الذين لا يتحملون تلك الأنواع من التعذيب، وتغطي السلطات السعودية كل ذلك الظلم بالترويج لنفسها بأنها تمضي في دروب الحداثة والاعتدال والأعمال الإنسانية، وتحت ذلك المظهر الحداثي والإنساني تخفي سلطات المملكة الكثير من الظلام والسواد الحالك.

 

الصحيفة البريطانية وصفت المعتقلات السعودية بـ"الثقب الأسود" الذي يختفي عبره المعتقلون سواء كانوا مهاجرين أو معتقلين سياسيين، فلا مواعيد لإطلاق سراحهم ولا محاكمات بتهم واضحة ولا قوانين إنسانية أو حقوقية قابلة للتطبيق في تلك السجون، مبيِّنةً أن أساليب التعذيب تتنوع بين الضرب بالسياط والصعق الكهربائي والحرمان من النوم، والجلوس بأوضاع مُنهِكة، والتعليق رأساً على عقب، وليس أقلها الإهمال الطبي بحق معتقلي الرأي المصابين بأمراض مزمنة ومنع وصول الأدوية إليهم وكذلك المسنين الذين يحتاجون للرعاية الطبية المستمرة، ولا يُستثنى من ذلك حتى النساء المعتقلات بسبب إبداء رأيهن في مسائل مشروعة منها المطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية.