ما وراء اسقاط الاصلاح لمأرب وشبوة؟

خاص – YNP ..

لوح الاصلاح ، جناح الاخوان المسلمين في اليمن، وسلطة الامر الواقع في محافظة مأرب،  بتسليم المدينة ومحافظة شبوة المجاورة، في خطوة قد تحمل من حيث التوقيت العديد من الابعاد، فهل التلميح للتخلي عن المحافظتين النفطيتين الاهم شرق اليمن  ضمن مخطط سعودي  أم محاولة تهديد اصلاحية بالتحالف مع "انصار الله،  أو محاولة استباقية لتلافي تداعيات سيطرة "الحوثيين" على المدينة؟

وسائل اعلام الاصلاح وناشطيه وبرلمانيه ، لم يهدوا خلال الساعات الماضية، من مهاجمة السعودية واتهامها  بالخيانة بعد تهديدها   بالتخلي عنهم في مأرب وشبوة ..

 ولم تقتصر الحملة الاعلامية على الناشطين بل وصلت إلى قيادات رفيعة كعلي محسن الذي افردت الصحيفة الناطقة باسمه "اخبار اليوم"  ورئيس تحريرها سيف الحاضري مساحة واسعة للتحذير من مخطط سعودي يستهدف اخر معاقل الحزب في الشمال والجنوب..

هذه الاتهامات المتزامنة  مع ضغوط سعودية على الحزب، كما تفيد تقارير اعلامية، للتخلي طواعية على هذه المحافظات عبر القبول بصيغة جديدة لتغييرات المحافظين وتحديدا في شبوة وكذا توريد عائدات النفط والغاز إلى حسابات في البنك المركزي بعدن بدلا من توريدها إلى الخارج،  إضافة إلى سحب بساط  وزارة الدفاع وتقليص نفوذ محسن على مستوى البعثات الدبلوماسية في الخارج،  تشير إلى أن التلميح بتسليم مأرب وشبوة ليست  ضمن خطط  السعودية التي تلقي بثقلها العسكري لعرقلة دخول "الحوثيين" مدينة مأرب، عبر جسر جوي  يومي لم يتوقف منذ تطويق قوات صنعاء للمدينة قبل اسابيع،  وتنفق مليارات يوميا على الطلعات الجوية لمنع سقوط المدينة التي تعد اخر ، بل ورقة اخيرة للإصلاح ومحسن   للمناورة في وجه السعودية  التي تحاول تقليص نفوذ الحزب داخل "الشرعية" وقطع شريان تمويلات قياداته المعتكفة بالخارج، خصوصا اذا ما اقترنت هذه التهديدات بالتطورات على الارض وابرزها انسحاب الاصلاح من مناطق حدود نجران والجوف ما سمح لـ"الحوثيين"  التوغل في عمق الاراضي السعودية عبر جبهة جديدة ، وترك ما تبقى من عناصر قبلية  موالية للسعودية هناك  تواجه مصيرها بعد تجريدها من الاسلحة واجهزة الاتصالات التي نقلت إلى جهة مجهولة قبل ايام قليلة من اقتحام قوات صنعاء لمناطق واسعة في اليمتة وخب والشعف وصولا إلى منقذ البقع في نجران.

حتى الأن، لم يتضح الدور السعودي في امكانية التخلي عن مأرب خصوصا في ظل المغازلة الاخيرة لـ"الحوثيين" عقب خروج السفير الايراني، والتي بدأت على لسان عدة كتاب وخبراء عسكريين سعوديين حاو لوا استغلال خروج السفير  بفتح الابواب لصنعاء ، لكن المؤكد حتى اللحظة بان الاصلاح يحاول استغلال المتغيرات على الارض لصالحه، واولها تبرير هزيمته المرتقبة في المدينة بتحميل السعودية تداعيات ذلك، والاهم هو محاولة الاصلاح المناورة لتحقيق مكاسب سياسية على حساب ابناء مأرب وقبائل شبوة ، لأنه يعرف أن ما يدور خلف الكواليس هو مقدمة لمرحلة جديدة في اليمن تهدف لوضعه في الهاشم وتصعيد القوى   الجديدة سواء داخل "الشرعية" او خارجها، وحتى المناورة بتسليم مأرب وشبوة لا يعكس بان الحزب لا يزال يتحكم بمجريات الأمور هناك في ظل  الانتصارات التي حققتها  قوات صنعاء على مستوى محافظتي مارب وشبوة،  بل بالارتماء في حضن "الحوثيين" لإنقاذ مستقبله.