اختطاف الناشطات وتصفية الموالين.. جدول أعمال التحالف في اليمن

YNP -  إبراهيم القانص :

الأنظمة والحكومات التي تعتمد سياسات القمع بحق الناشطين الحقوقيين والمعارضين لسياساتها أو المطالبين بإصلاحات مالية أو سياسية من أبناء بلدانها؛ لا تتردد في ممارسة السياسات نفسها، وربما أشد قمعاً مما تمارسه مع مواطنيها، في البلدان التي تتواجد فيها عسكرياً وفق متطلبات مصالحها وأطماعها،

حتى وإن كانت مبررات تواجدها تصب في مصالح تلك البلدان كما توحي بذلك شعاراتها، ففي النهاية هي لا تفرش الأرض وروداً ولا تقدم شيئاً يخدم مصلحة مواطني أي بلد تتواجد فيه عسكرياً، فالمسألة محكومة بما تقتضيه وتستوجبه مصالحها فقط، ولا يعنيها أبداً ما يترتب على تواجدها وتدخلها من انعكاسات سلبية تحوّل حياة الناس إلى جحيم، ويصبح الاستقرار المعيشي والأمن عبارة عن ذكريات واستعادتها حلماً بعيد المنال، وهي الحالة التي يعيشها اليمنيون في مناطق سيطرة التحالف والشرعية منذ بدأت العمليات العسكرية، وتواجدت القوات السعودية والإماراتية ومن بعدها الأمريكية والبريطانية- جنوباً وشرقاً- ومنذ بدأت بعض الأصوات ترتفع منددةً بكذب وعود التحالف واختلاف ما يحدث على الأرض كلياً عما روّج له في البداية؛ يسلط التحالف أدواته المحلية لقمع أي صوت مناهض لسياساته أو رافض لتواجد قواته، وقد استعد لذلك بتجنيد فرق اختطافات واغتيالات وسجون سرية مزودة بكل وسائل التعذيب والقمع.

 

أصبح لدول التحالف سجلاً حافلاً بقمع وتصفية واختطاف كل من يرتفع صوته، من اليمنيين، مناهضاً أو رافضاً لممارساتها بحق اليمنيين أو وجود قواتها في أرضهم، إلى حد أن من لم تتمكن منه أدواتها المحلية تتكفل بتقرير مصيره طائراتها المقاتلة، سواء في داخل بيته أو على متن سيارته، والحال نفسها تجري على المجندين للقتال في صفوف التحالف، سواء كانوا قادةً أو أفراداً، وتتم تصفيتهم داخل معسكراتهم ومواقعهم وألويتهم وداخل بيوتهم، والشواهد كثيرة على مستوى الناشطين المعارضين أو المجندين المستغنى عنهم، حتى وإن كانت تضحياتهم كبيرة.

 

وتحت مبدأ القتل الذي يكرسه التحالف في اليمن، سواء عبر الفصائل المسلحة التي أسسها مولها للقتال في صفوفه، أو من خلال غاراته طيرانه الحربي، لا يكاد يمر يوم إلا وتزهق أرواح اليمنيين ولا فرق بين رجل أو امرأة أو طفل، فالكل من وجهة نظر التحالف أهداف مشروعة، وآخر تحديث في بورصة القتل اليومي الذي يرتكبه التحالف بحق اليمنيين، ما أقدم عليه مسلحون تابعون للإمارات في محافظة شبوة، في ما يسمى ألوية العمالقة، من جريمة نكراء تمثلت في إعدام عدد من النساء أمام أطفالهن، خلال حملة مداهمات كبيرة للمنازل في منطقة النقوب، وحسب ناشطين حقوقيين على مواقع التواصل فإن الحملة كانت ذات ملامح وتوجهات طائفية، كون المنازل التي اقتحمها مسلحو العمالقة التابعون للإمارات تخص أُسراً هاشمية، مؤكدين أن المسلحين قتلوا النساء واقتادوا الشباب والأطفال إلى جهات غير معلومة، الأمر الذي يشير إلى أن التحالف ينفذ خططاً تمزيقية للنسيج الاجتماعي اليمني، على أسس طائفية ومناطقية يسعى جاهداً إلى تعميقها ونشرها بين اليمنيين.

 

ولا تزال الناشطة الإعلامية هالة باضاوي، رهن الاعتقال في سجن الاستخبارات العسكرية في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت منذ أكثر من ستة أيام، لمجرد انتقادها الفساد المستشري في الجانب التربوي هناك، وتدفع باضاوي الآن ثمناً باهظاً باعتقال تعسفي وانتهاكات من ضمنها منع جميع أقربائها من زيارتها، الأمر الذي اعتبره ناشطون حقوقيون إضافةً إلى ما أسموه سلسلة انتهاكات ضد النساء بسبب حرب التحالف، وهو ما يحدث بشكل مستمر في مارب وعدن بحق الناشطات والناشطين الذين لا يروقون للتحالف.

 

وكنموذج على تعامل التحالف مع مجنديه الذين أصبحوا في حكم المستغنى عنهم، فقد أقدمت طائرات التحالف على قصف منزل أحد مجنديها في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة، لتقتله مع أفراد أسرته كافة، وحسب مصادر موثوقة فقد استهدفت طائرات التحالف منزل المجند أبو سفيان المطهري، في عسيلان بشبوة، متسببةً بمقتله هو وزوجته وأولاده، فيما يشبه مكافأة نهاية خدمة في نظر التحالف، فقد كان المطهري أحد مقاتلي قوات التحالف منذ عام 2016م، حتى أنه كان قد فقد رجليه في إحدى المعارك ضد قوات صنعاء.

20:09

 

رد

نسخ النص المحدد

تثبيت

تحويل