ما وراء دفع السعودية بقطر لصدارة المشهد في اليمن من جديد؟

خاص – YNP ..

السعودية التي اعلنت نهاية العام الماضي اعادة تقييم استراتيجيتها في الحرب التي تقودها على اليمن منذ 7 سنوات، ونجحت بتوكيل مهام التصعيد  الأخير في اليمن لحلفائها الصغار ، بدأت اللعب على المتناقضات أو بالأحرى الصراعات الاماراتية- القطرية مجددا، فهل هي محاولة  لجر الخصمان إلى مستنقع تمويل فاتورة الحرب واعادة الاعمار أم انتقام؟

وفق لمصادر اماراتية، فإن السعودية التي استدعت قبل ايام قوات قطرية لأول مرة منذ انسحاب قطر من التحالف الذي تقوده السعودية في العام 2017 على ايقاع الأزمة الخليجية،  تستعد لمنح هادي أو من وصفتهم صحيفة "العرب " الاماراتية بـ"تيار قطر في "الاخوان"- فرع اليمن-   بتعزيز علاقتهم مع الدوحة..

هذا التعزيز سيتضمن زيارة هادي الذي قاطع الدوحة  خلال الازمة خلال الايام المقبلة وهي خطوة قد تعيد احياء امال حزب الاصلاح، جناح الاخوان المسلمين في اليمن،  بإمكانية البقاء في المشهد اليمني في ظل الزحف الاماراتي لاجتثاثه سواء عبر محاولة الامارات تحريك ماكينتها العسكرية في اليمن صوب اخر معاقله في حضرموت أو بتعز في الوقت الذي يعاد فيه ترتيب وجوده في شبوة ومأرب.

فعليا هذه الخطوة السعودية هي نتاج طبيعي لتصاعد وتيرة الخلافات مجددا مع الامارات، فأبوظبي التي تتبنى شعار تقسيم اليمن شمالا وجنوبا، ترفض خطط السعودية للتوغل شمالا،  وقد برزت هذه الخلافات بدفع السعودية بناطق التحالف تركي المالكي  إلى شبوة لإعلان اعادة تصويب  وجهة  المعارك  صوب محافظات شمال اليمن وتحديدا البيضاء، وهي رغبة سعودية جامحة برزت بالحملة الاعلامية التي رافقت سير  المعارك ، لكن هذه الرغبة لا تزال تقاوم من قبل الامارات التي تعرضت خلال الايام الماضية لانتكاسات لم يكن احتجاز سفينة الامداد العسكرية "روابي" اولها، وسط تصاعد من هجمات في ظل التهديدات من قبل صنعاء، حيث تواصل الامارات تجاهل النداءات السعودية وتدفع نحو خططها بتفجير الوضع في مناطق "الشرعية" شرقا وتحديدا في حضرموت حيث اعلن اتباع ابوظبي حاليا تجنيد  قرابة 25 الف ضمن مخطط للسيطرة على الهضبة النفطية ناهيك عن التحركات في المهرة وتهديدها بالانسحاب إلى الساحل الغربي مجددا والتصعيد في تعز في خطوات قد تربك الخطوات السعودية التواقة للحصول على مكاسب اعلامية قبل اية انخراط في اتفاق سلام شامل في اليمن..

صحيح أن قطر تحتفظ بفصائل عدة في اليمن مولتها وانشاتها وخصصتها فقط لمواجهة التمدد الاماراتي في اهم مناطق البلاد استراتيجية وابرزها باب المندب حيث تمول مليشيات يقودها حمود المخلافي إلى جانب دعم محسن، لكن الهدف السعودي من استدعاء ورقتها هو محاولة احتواء وكبح جماح الامارات بابتلاع ما تبقى من مناطق النفط والغاز شرق اليمن  وتهديد مكاسبها التي تحققت خلال السنوات الماضية خصوصا مع عودة الاعلام القطري لتسليط الضوء على القواعد الاماراتية في الساحل الغربي.