"فقاعة ثروة باهظة نمت في الصحراء".. وصف الإمارات بعد هجمات صنعاء

YNP - إبراهيم القانص :
رغم المساعي الإماراتية الحثيثة لكسب رضى كيان الاحتلال الإسرائيلي، بتطبيعها الشامل والعلني معه وفتح أجوائها وأحضانها لاستقبال الآلاف من مواطني الكيان، ومنحهم امتيازات كمواطنين إماراتيين، بما فيها حرية الاحتفال بأعيادهم الدينية وغيرها من الحريات؛ إلا أنه يبدو أنها لا تزال بعيدة عن نيل هذا الرضى، وأن تضحيتها حتى بقيمها الدينية وأعرافها المجتمعية كدولة عربية ليس كافياً ليرضى عنها اليهود بشكل كامل،

فبعد تلقيها ضربة عسكرية موجعة من صنعاء بدأ الإعلام الإسرائيلي يحقِّر من شأن الإمارات ويصفها بأبشع الصفات الدونية والاستخفافية، لمجرد الخوف من أن يكون الاحتلال هدفاً تالياً لقوات صنعاء بعد أبوظبي، بعد ما قاسوا المسافة التي قطعتها صواريخ ومسيّرات صنعاء لتصل إلى أبوظبي ووجدوا أنها المسافة نفسها إلى "إيلات"، وكأنهم كانوا يعولون على الإمارات أنها إحدى حامياتهم أو أحد خطوط دفاعهم إن قررت صنعاء ضرب أهداف في عمق كيان الاحتلال، وحسب ما يبدو فقد أصيب الإسرائيليون بخيبة أمل كبيرة في حليفتهم، أو بمعنى أدق "أداتهم".

محللون إسرائيليون ظهروا على شاشات قنوات فضائية إسرائيلية، متحدثين عن الإمارات بطريقة مهينة، ومثلها السعودية، مستعرضين هشاشة الدولتين في صد الهجمات التي نفذتها صنعاء على العمقين السعودي والإماراتي في وقت واحد، خلال الأيام الماضية، وقد وصف الإسرائيليون الدولتين بأنهما "خاصرات رخوة"، لعجزهما عن التعامل الدفاعي مع هجمات صنعاء، خصوصاً أنهما تمتلكان أنظمة دفاعية متطورة كلفتهما مليارات الدولارات، معترفين بأن صنعاء أصبحت تمتلك قدرات صاروخية قادرة على استهداف من أرادت، وركز المحللون على أن صنعاء تنفذ ما تقوله دائماً وليس من باب الاستعراض، مبدين خوفهم الكبير من أن يكونوا الهدف التالي بعد الإمارات، خصوصاً بعد ما تأكدت من ضلوع الكيان الإسرائيلي في الحرب التي تقودها الرياض وأبوظبي ضد اليمن منذ سبع سنوات، وكان قائد جماعة أنصار الله الحوثيين قال في أحد خطاباته بأن بلاده لن تتردد في ضرب أهداف حساسة في عمق الكيان الإسرائيلي حال تورط في الاعتداء على اليمن.

في السياق، قال موقع "إنترسبت" الأمريكي إن الهجمات التي شنها الحوثيون مؤخراً على أبوظبي كشفت ما وصفها بـ "فقاعة الأمن في الإمارات"، مرجعاً سبب الهجمات إلى المشاركة النشطة للإمارات في الحرب على اليمن، مشيراً إلى أن النظام الاقتصادي والسياسي في الإمارات اعتمد على تقديمها نفسها كملاذ آمن في منطقة غير مستقرة، وهو ما دفع بالكثير الاستثمار والعيش في ذلك البلد الذي وصفه بـ "الصغير"، وعمد الموقع الأمريكي إلى توصيف النجاح الاقتصادي والاستثماري في الإمارات بأنه "فقاعة من الثروة الباهظة نمت وتطورت في الصحراء خلال مدة قصيرة، بفضل مساهمة العمال والمهنيين الوافدين"، مؤكداً أن هشاشة ما وصفها بالفقاعة ظهرت عندما وصلت صواريخ ومسيّرات الحوثيين إلى أبوابها، موضحاً أن الفقاعة الأمنية في الإمارات ستظل تتآكل تدريجياً، ما دام قرار بن زايد مستمراً في تحويل بلده إلى محارب نشط في المعارك التي تدمر اليمن.

الموقع الأمريكي قال إن بن زايد طمح إلى تحويل بلاده إلى قوة كبرى، بتحالفاتها مع قوى من خارج المنطقة لتقويض قوى إقليمية مثل إيران وتركيا، وشاركت في حملات عسكرية من أجل ذلك، وظلت محصّنة من تداعيات سياستها الخارجية حتى ضربت صواريخ الحوثيين أراضيها، منوهاً بأن ثروة الإمارات تعتمد على بقاء الملايين من العمالة الوافدة، وإذا استمر تأثر الأمن بهجمات صنعاء سيعود الأجانب إلى أوطانهم الأصلية، حاملين معهم أموالهم ومهاراتهم، مشيراً إلى أنه لا يزال لدى حكام الإمارات الوقت لتصحيح مسار سياساتهم والبحث عن تسويات قد تساعد على حفظ الأمن، مؤكداً أنه بدون ذلك سيكون من الصعب منع العنف من الوصول إلى عمق أبوظبي.