حرب التحالف في اليمن.. سبع سنوات من اﻹخفاقات والجرائم خدمة لمشاريع أمريكية بريطانية

YNP - عبدالله محيي الدين :
سبع سنوات من الحرب التي يخوضها التحالف السعودي اﻹماراتي بدعم غربي في اليمن، راح ضحيتها مئات الآلاف بين قتيل وجريح وشرد الملايين، فيما لا تزال الآفاق بعيدة ولا نهاية مرتقبة لها، فيما يبدو التخبط واضحا بالنسبة لقيادة التحالف في إدارة هذه الحرب التي انفلتت من عقالها ولم يعد بيد من أعلنها التحكم بسيرها ووضع النهاية التي كانت ضمن المخطط المرسوم منذ انطلاق أولى العمليات العسكرية أواخر مارس 2015.


وفي ضوء تطور مشهد الحرب في اليمن، والتغيرات التي طرأت على ميزان القوى خلال السنوات السبع الماضية، لا تزال استراتيجيات التحالف هي ذاتها، رغم الفشل الذي نجم عن هذه الاستراتيجيات طيلة السنوات الماضية، وكانت النتيجة الأبرز لها هي إطالة أمد الحرب، مهما كانت الخسائر، ومهما حصدته من ضحايا مدنيين، ومهما ارتكبت من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ومهما خلفته الحرب والحصار الاقتصادي من انهيار اقتصادي وأوضاع معيشية متردية للملايين من اليمنيين، باتت معها البلاد تعيش أسوأ كارثة إنسانية شهدها العالم، بحسب تقارير الأمم المتحدة.
وتغرق كل من السعودية والإمارات، الواقفتين على رأس التحالف، في اليمن يوما بعد آخر، في ظل غياب أي رؤية للخروج من مأزق هذه الحرب، التي تمتد تأثيراتها لتطال المحيط الإقليمي، وتوشك نتائجها أن تنقلب على كل من الدولتين، وهو الأمر الذي تشير إليه العمليات الهجومية النوعية التي تنفذها قوات صنعاء في العمق السعودي والإماراتي، والتي ثبت أنها قد باتت تشكل تهديدا حقيقيا ﻷمنهما واقتصادهما على السواء.
وبعيدا عن المخرج الذي بات ضرورة لكل من السعودية والإمارات من مستنقع هذه الحرب، تحرص القوى الغربية، وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا، على ربط الحرب في اليمن بملفات دولية وإقليمية، كالملف النووي اﻹيراني، فيما الهدف الحقيقي من وراء هذا الربط، هو إطالة أمد الحرب، وإرهاق السعودية والإمارات وجني الأرباح من مبيعات السلاح لهما، وجميع ذلك يصب في خانة خدمة الأجندات الغربية في المنطقة، حيث أثبتت الأحداث أن الحرب في اليمن ليست إلا جزءا من هذه الأجندات.
رغم ذلك الربط غير المنطقي، بين الحرب في اليمن والملف النووي الإيراني، من حيث أن الحرب في اليمن مهما طالت لن تشكل أي تهديد ﻹيران أو ضغط عليها، إلا أن السعودية والإمارات تسلمان بالانسياق وراء هذه الذريعة، ممعنتان في حربهما المدمرة في اليمن وحصارهما الخانق لشعبه، دون اعتبار ﻷي تبعات لذلك على المديين القريب والبعيد.