"لا يجيدون استخدام السلاح" .. آخر اتهامات التحالف للقوات الموالية له في اليمن

إبراهيم القانص :

الاستخفاف والسخرية ولغة الاستعلاء، أصبحت أسلوباً يتعامل به التحالف السعودي الإماراتي مع أتباعه في اليمن، سواء كانوا قادة عسكريين أو أفراداً أو شخصيات سياسية واجتماعية، حيث يحملهم مسئولية كل إخفاق عسكري في ميادين المواجهات مع قوات صنعاء، ويصب سخرياته واحتقاره على رؤوسهم عقب كل هزيمة أو فشل في المهمات التي يكلفهم بها، ولا يتردد قادته عن تقزيم أتباعهم والتقليل من شأن ما يقدمونه لهم من خدمات كبيرة، أقلها تقديم أرواحهم في سبيل إرضاء التحالف وتحقيق أحلامه وأهدافه، وأكبرها تمكينه من التواجد والتمدد في أرضهم مفرطين في سيادة البلد ومقدمين له ثرواته النفطية والغازية والسمكية بما تعود به من إيرادات مهولة، مقابل فُتات موائده ورواتب ضئيلة لا تساوي شيئاً قياساً بعطاءات وصلت حد التفريط بسيادة بلاد بأكملها، ولا يستثني التحالف من استخفافه وسخريته حتى الرئيس هادي الذي عزز لديه الوهم بأنه ما زال شرعياً، وبفضله تمكن من شرعنة التدخل في اليمن عسكرياً، ولا يزال يمضي بها في مخططه باتجاه إيصالها إلى أسوأ مراحل البؤس والتردي في كل مجال.

 

مؤخراً، أطلقت قنوات فضائية تابعة للتحالف زخات مهينة من السخرية والاستخفاف بقوات الشرعية، محملةً إياها مسئولية فشلها المستمر في مختلف الجبهات، وقد جنّد التحالف كتائب من المحللين العسكريين اليمنيين وغير اليمنيين يظهرون على شاشات القنوات وعلى مواقع الأخبار والصحف، يكيلون الشتائم والإهانات لقوات الشرعية كلما طلب منهم التحالف ذلك، وفي آخر حملة سخرية ظهر على وسائل الإعلام محللون وخبراء منهم الخبير العسكري "اليمني" علي الذهب، على قناة العربية السعودية، متهماً قوات الشرعية بأنها لا تجيد استخدام السلاح.

 

وكما تعود التحالف تذكير أتباعه بما يتفضل عليهم من الدعم بالأسلحة والأموال، تم تذكيرهم هذه المرة على لسان الخبير الذهب بأن التحالف قدم لقوات الشرعية الكثير من الأسلحة المتطورة، لكن القادة يستخدمونها لمصالحهم الشخصية ولا يدربون قواتهم على استخدامها، وبين الحين والآخر يوجه التحالف اتهاماته المهينة لقادة الشرعية العسكريين بأنهم ينهبون المخصصات المالية التي يضخها التحالف للقوات الموالية له، ويبيعون الأسلحة والذخائر، بل إنه يصعِّد تهكمه عليهم إلى درجة التهديد بقصف منازلهم أو الإضرار بعوائلهم، حيث تقول مصادر مطلعة أن الكثير من قيادات الشرعية العسكريين سبق وأن رحلوا عائلاتهم إلى السعودية والإمارات بناء على أوامر التحالف، لاستخدامها كرهائن للضغط عليهم في حال الفشل أو التقصير في تنفيذ ما يوكل إليهم من مهمات.

 

في المقابل، لا يجرؤ أي قائد عسكري تابع للشرعية الرد على إهانات التحالف المتواصلة لهم، أو تذكيره بالفشل الذي يلاحق قواته النظامية أو دفاعاته الجوية في مواجهة أو صد هجمات قوات صنعاء على العمقين السعودي والإماراتي، خصوصاً في الأيام الماضية التي دشنت خلالها قوات صنعاء عمليات هجومية في العمق الإماراتي، الأمر الذي أدى إلى حالة من الرعب والخوف والاستنجاد بحلفائها الدوليين طلباً للمساعدة في صد الهجمات ودرء ما يمكن أن تتسبب به من زعزعة الأمن الذي يعتمد عليه الاقتصاد الإماراتي، ورغم إنكار سلطاتهم وتقليلها من شأن الهجمات إلا أن الأثر الكبير لها ظهر جلياً إعلان الولايات المتحدة إرسال طائرات حربية متطورة ومدمرة بحرية بعد تعالي الصراخ الإماراتي عقب هجمات قوات صنعاء، لكن أحداً من مسئولي الشرعية وقادتها العسكريين لا يجرؤ على تذكير الإمارات أو السعودية بالفشل والعجز عن صد الصواريخ والطائرات المسيرة التي تباغتهم بها قوات صنعاء من حينٍ لآخر، بل يبتلعون ألسنتهم وينسون أنهم قادرون على الكلام ويفضلون استقبال ما يكيله لهم التحالف من الشتائم والسخرية، كونهم تعودوا على ذلك، وكون ما يُصب على رؤوسهم من الإهانات لا يترك أثراً في نفوسهم ولا يحرك أي دافع من الغيرة والكرامة لديهم، ربما لأن ما اقترفت أيديهم بحق بلادهم وأبناء شعبهم جعلهم يدركون أنه لم يتبقَ لديهم شيء من الكرامة فقد تخلوا عنها طواعية منذ أول لحظة انتهك فيها التحالف سيادة بلدهم، وهم منذ ذلك الوقت يقفون إلى جانبه مؤيدين وممتثلين لما يوجههم ويأمرهم.