هل ورطت الإمارات السعودية بنقل المعركة إلى عقر دارها ؟!

YNP _ حلمي الكمالي :

تندفع قوى التحالف وحلفائها الدوليين من مرحلة إلى أخرى في التصعيد على اليمن، دون تحقيق أي نصر يذكر، والحقيقة أنها تهرب من فشلها الذريع في كل مرحلة، بالتالي فإن هذا الفشل يرتد عكسيا على عمقها الإستراتيجي.

بلا شك أن تصعيد التحالف مؤخرا في المناطق الحدودية، ومحاولة فصائله الهجوم على منفذ حرض الحدودي مع السعودية، كان خطأ فادحا سيكلف قوى التحالف ثمنا باهظا، وعلى رأسها السعودية التي يبدو أنها تلعب بالنار في تخوم عمقها الحيوي.

محاولة الهجوم على مواقع قوات صنعاء في حدود العمق السعودي، هي محاولة انتحار بالمفاهيم العسكرية وظروف المعركة المؤاتية في ميدان المواجهة، عسكريا وسياسيا وجغرافيا، وهي بكل تأكيد فكرة تقود إلى الكثير من المتاعب والخسائر للنظام السعودي.

هذا ما بدا واضحا من خلال كسر قوات صنعاء للهجمات التحالف في حرض، وشنها هجمات برية معاكسة على المناطق الحدودية، تضمنت توغلها في مدينتين سعوديتين وهي نجران وجيزان، إلى جانب إلحاقها خسائر فادحة في قوات الجيش السعودي، وسقوط العشرات من عناصره بين قتيل وجريح.

بعيدا عن تلك المتاعب والخسائر المتوقعة؛ فإنه لا يعلم بعد الدوافع من شن هذه الهجمات، إلا أن التوقعات تشير إلى مساعي إماراتية لتوريط " الشقيقة الكبرى "، ونقل المعارك إلى عمقها الحيوي، لتخفيف الضغط عن الهجمات الجوية في عقر دارها.

لا نستبعد دور إماراتي، للتصعيد على الحدود السعودية؛ كرد عكسي من قبل النظام الإماراتي للضغوط السعودية ومساعيها لإقحام أبو ظبي مجددا في التصعيد على اليمن، وما ترتب على هذا التصعيد من آثار قاتلة تهدد الوجود الإقتصادي للإمارات، جراء هجمات قوات صنعاء، التي طالت مواقع حيوية وحساسة في عمق الإمارات.

إستمرار خسائر قوى التحالف على الصعيد العسكري والسياسي ؛ يساعد في تفجير الكثير من الخلافات بين قطبيها السعودي والإماراتي، وهو ما ينعكس بوضوح على ملعب فصائل التحالف، والذي يشهد صراعا دمويا فتاكا بين فرقائه، وما يرتد عكسيا داخل قواعد الوكلاء الإقليميين، في الوقت ذاته.

خيارات التحالف باتت ضيقة للغاية، بالأخص كون قوات صنعاء أصبحت اللاعب الأول في المشهد، وصاحبة كلمة الفصل في ميادين المواجهة، بعد فرضها قواعد اشتباك جديدة، عكست قدرتها على استهداف أدوات الأدوات الغربية، وجميع القوى الداعمة والمشاركة في تحالف الحرب على اليمن، في آن واحد.

إلى ذلك، تبقى الوعود والعروض الأمريكية الإسرائيلية لحماية دول التحالف، مثيرة للسخرية، عقب فشل الدفاعات الجوية المتعددة الجنسية الموجودة في الإمارات والسعودية، التصدي للهجمات اليمنية، في ظل مساعي غربية لإفراغ ما تبقى في خزائن الوكلاء قبل سقوطها المدوي.