الإمارات السعودية .. انبطاح فاضح لإسرائيل

YNP -   إبراهيم القانص :

يواصل النظام الإماراتي استفزازه مشاعر العرب، في إطار تنامي علاقاته مع الكيان الإسرائيلي المحتل، العدو التاريخي للعرب والمسلمين، حيث وصلت تلك العلاقات إلى مستوى لم يكن يتوقعه الكثير من العرب حتى بعد توقيع الكيانين الإسرائيلي والإماراتي اتفاقية التطبيع الشامل، ولم يتبقَ للإمارات ما يربطها بالعرب سوى موقعها الجغرافي، فبعد سماحها بدخول الإسرائيليين أراضيها بدون أي تعقيدات، وخارج إطار قوانينها المتعلقة بنظم عمليات الدخول والخروج والإقامة ونحوها، ومنحهم امتيازات لم يحظَ بها حتى جيرانها، ها هي تفاجئ العرب جميعاً باحتضانها احتفالاً لإحياء ذكرى جنود جيش الاحتلال الذين قتلوا خلال الحروب مع الدول العربية، وخصوصاً في فلسطين المحتلة، حسب إعلان سفارة الكيان في أبوظبي، حيث أكدت أنها ستنظم هذا الأسبوع الاحتفال المشار إليه في الإمارات، ونشر مراسل إحدى القنوات الفضائية الإسرائيلية الرسمية على حسابه في تويتر نص إعلان سفارة بلاده في أبوظبي، وأوضح روعي كايس، مراسل الشؤون العربية في قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية متباهياً بأنها المرة الأولى التي تحتضن فيها دولة عربية إحياء هذه الذكرى.

 

هكذا تتجاوز الإمارات حدود ما كان يعتبره العرب خطوطاً حمراء، على اعتبار أن فلسطين كانت قضيتهم الأولى، وأن الكيان الإسرائيلي عدوهم التاريخي، بل إن أبوظبي تتحرك في مسارات متعددة للدفع بدول عربية إلى القبول بالتطبيع مع الكيان المحتل، وتضغط باتجاه إنجاز ذلك مستغلة ما تقدمه لتلك الدول من مساعدات، أو اتفاقات اقتصادية وجدت بالأساس لمثل هذا الغرض، وهي الآن تستعد وبنوع من الاستعراض والتباهي لاحتضان المناسبة التي يخلد من خلالها الإسرائيليون ذكرى قتلاهم في مراحل عدة من الصراع الذي أدى إلى احتلال 78% من الأراضي العربية الفلسطينية عام 1948م، غير عابئة بمشاعر تلك الدول وشعوبها، خصوصاً جمهورية مصر العربية التي قتل داخل أراضيها الكثير من جنود الاحتلال أثناء اعتداء الكيان عليها فيما يعرف بحرب سيناء.

 

وعلى الخطى الإماراتية تمضي السعودية في طريق تقوية العلاقات مع الكيان الإسرائيلي المحتل، وإن بشكل غير معلن، إلا أن هناك مساعي حثيثة وجهود كبيرة في هذا الاتجاه، حيث كشفت صحيفة إسرائيلية أن نقل الوصاية على المسجد الأقصى من الأردن إلى السعودية أصبح خياراً قيد النقاش، وذكرت صحيفة "معاريف" أن فكرة منح السعودية الوصاية على الأقصى لا تزال غير ناضجة، ولا يزال التداول في هذا الشأن خلف الكواليس، مضيفةً أن المسألة الفكرة في حال إعلانها رسمياً ستكون محفوفةً بالكثير من التوتر، ليس بين الأردن والاحتلال بل بين العرب أنفسهم، مشيرةً إلى أن لدى الأردن مخاوف من أن يمنح الاحتلال الأقصى كهدية للسعودية مقابل إقامة علاقات تطبيع، الأمر الذي يعدّه مراقبون إشارة ضمنية إلى أن هناك صفقة محتملة بين النظام السعودي وسلطات الاحتلال قد تكون في مقابلها منح المملكة صلاحيات للكيان الإسرائيلي في الأماكن المقدسة التي تعتبر أقدس الرموز الدينية للعرب والمسلمين، والتي يسعى اليهود دائماً لإفقادها قدسيتها وأهميتها الدينية الكبيرة، ويستند المراقبون إلى مؤشرات كثيرة من ضمنها منع السعودية إقامة فريضة الحج إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة خلال العامين الماضيين، بحُجة الوقاية والحد من انتشار فيروس كورونا، معتبرين أن ذلك الإجراء كان متطابقاً تماماً مع الحلم الذي يسعى اليهود إلى تحقيقه منذ قرون، مؤكدين أن له علاقة مباشرة ووثيقة مع علاقات التطبيع التي لا ينقصها سوى الإعلان الرسمي بين الرياض وتل أبيب.