واشنطن تعتمد التكنولوجيا الجديدة في عمليات قواتها في البحر الأحمر

YNP – خاص :

مع تكثيف تحركها في المخطط المرسوم للسيطرة على البحر الأحمر وخليج عدن ومنطقة باب المندب، تتجه القوات الامريكية لإدخال التكنولوجيا الجديدة عبر دمج الأنظمة الجديدة غير المأهولة مع الذكاء الاصطناعي، ومنها الطيران المسير،  في عملياتها العسكرية في المنطقة.

"واشنطن تعتزم الاعتماد على "الدرون"  لتأمين الممرات المائية بما فيها باب المندب وخليج عدن"، كان ذلك هو عنوان لتقرير نشرته صحيفة عبرية، حيث قالت إن الولايات المتحدة تدفع لاستخدام التكنولوجيا الجديدة للمساعدة في تأمين الممرات المائية المهمة في الشرق الأوسط، بما في ذلك البحر الأحمر، وباب المندب وخليج عدن.

وذكرت صحيفة "أروشليم بوست" في تقريرها أن نائب الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، وهو جزء من الأسطول الخامس الأمريكي، قدم إيجازًا هذا الأسبوع حول الدافع وراء التكنولوجيا الجديدة. كما سلط الضوء على أهمية وحدة القوات البحرية المشتركة التي تضم شركاء في جميع أنحاء المنطقة، مضيفة أن كوبر لم يسلط الضوء على الدور الإسرائيلي المحتمل المتزايد في هذه العلاقات مع القوات البحرية للقيادة المركزية، الأمر الذي يثير بعض التساؤلات حول كيف يمكن لإسرائيل أن تدخل في هذا المسعى في المستقبل.

وأشارت إلى أن عقد الإيجاز الخاص تم في 11 مايو، حيث قدم كوبر تحديثًا للمبادرات التي تقودها البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط. كما ناقش إنشاء فريق عمل دولي جديد يركز على البحر الأحمر.. كما سلط الضوء على أهمية إدخال التكنولوجيا الجديدة، ودمج الأنظمة الجديدة غير المأهولة مع الذكاء الاصطناعي، لضمان أداء أفضل للمهام المسندة إلى هذه القوات في المنطقة.

وبحسب الصحيفة، أوضح الضابط البحري الأمريكي في الإيجاز الذي قدمه: "نحن نفعل ذلك بخطى ثابتة مع شركائنا الإقليميين. وأنشأنا مراكز تشغيل لأنظمتنا غير المأهولة هنا في البحرين وأيضًا في العقبة، الأردن العام الماضي"، مضيفا:  "كان هناك في العام الماضي تمرين جلبت فيه 10 دول أكثر من 80 نظامًا بدون طيار لتقييمها وتشغيلها في المياه الإقليمية، وقد أجرينا مناورات ثنائية متعددة مع العديد من القوات البحرية والدول الإقليمية. في الواقع، بدأنا للتو تدريبًا ثنائيًا لمدة 10 أيام يوم الأحد مع البحرين يتضمن أنظمة غير مأهولة".

ولفت إلى أن تلك الأنظمة يمكن أن تساعد في تحمل العبء، وتوفير إمكانية  مراقبة المزيد من الخطوط الساحلية، حيث تتيح الأنظمة غير المأهولة ذات الذكاء الاصطناعي، مراقبة الممرات المائية عبر الشرق الأوسط  خلال مساحات شاسعة، حيث يبلغ طول الخط الساحلي 8000 كيلومتر،  تمتد من قناة السويس على طول الطريق حول شبه الجزيرة العربية وصولاً إلى شمال الخليج العربي.

وبحسب التقرير، فقد حملت تعليقات كوبر في الإيجاز الذي قدمه، إشارات إلى مرحلة جديدة من استخدام الولايات المتحدة للطائرات بدون طيار والسفن غير المأهولة، حيث قال "بينما نتطلع إلى المستقبل، فقد وضعنا هدفًا كبيرًا، وهذا الهدف هو جعل 100 من هذه السفن السطحية غير المأهولة المتقدمة في أساطيل بحرية عبر مياه الشرق الأوسط، والعمل في تعاون وثيق مع شركائنا الإقليميين بحلول صيف عام 2023". وسلط الضوء على الجمع بين الطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي وكيف يمكن أن يساعد ذلك في رسم خريطة للمياه الشاسعة التي يجب أن تظل تحت المراقبة.

ووفقا لتقرير الصحيفة العبرية فإن هذا الموجز، يشير إلى تعاون أوسع واستخدام التقنيات الرائدة في هذا المجال البحري. وهذا يعني أيضًا أهمية الابتكارات في السفن السطحية غير المأهولة.

وخلال الأشهر الماضية من العام الجاري بدأت واشنطن في تكثيف خطواتها العملية للسيطرة على البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، حيث بدأت  منذ شهر مارس الماضي تحركات ولقاءات للقيادات العسكرية الأمريكية الغربية الخليجية الإسرائيلية، كلقاءات رسمية مباشرة، ولقاءات على هوامش فعاليات أمنية جرت في الإمارات والرياض والدوحة، كان من أهمها "قمة النقب" التي جمعت مصر والإمارات والمغرب والبحرين وأمريكا في تل أبيب أواخر شهر مارس الماضي.

وبإعلان البحرية الأمريكية منتصف أبريل الماضي، عن تأسيس "قوة مهام جديدة"، مع دول حليفة، ستقوم بدوريات في البحر الأحمر، وحُددت مهمتها "تعزيز الأمن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن"، وبشكل أدق "التصدي لتهريب الأسلحة إلى اليمن"، وهي ذرائع غير حقيقية بطبيعة الحال، وتعجز عن أن تخفي الأهداف الحقيقية، يمكن القول عملية السيطرة الأمريكية على البحر الاحمر وباب المندب حيز التنفيذ، وهو الامر الذي يمثل تهديدا فعليا للساحل اليمني والمياه الإقليمية اليمنية، وانتهاكا صارخا لسيادة اليمن ووضع تلك المنطقة الواسعة من البلاد خاضعة لسيطرة القوات الامريكية بصورة مباشرة.