هل فشلت واشنطن بإيجاد مخرج للتحالف في اليمن؟!

YNP _ حلمي الكمالي:

تشهد إدارة الرئيس الأمريكي العجوز جو بايدن، اضطرابات واسعة في ظل تراجع قوة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة عموما وفي الملف اليمني على وجه الخصوص.. فهل انفرط عقد البيت الأبيض في تحالف مايزال تائها خلف سلسلة طويلة من الهزائم؟ وهل تبحث واشنطن عن هدنة لإيجاد مخرج للتحالف أم لمداراة إخفاقاتها في اليمن؟!.

لا شك أن الإدارة الأمريكية خائفة من التحول النوعي الذي أحدثته قوات صنعاء خلال الفترة الأخيرة، خائفة لدرجة عجزها عن مواجهة خيارات صنعاء العسكرية التي يدركها الساسة الأمريكيين ويعرفها جيدا ضباط وجنود المنطقة الأمريكية الوسطى، الذين فروا إلى الملاجئ قبل أشهر هربا من المسيرات والصواريخ المجنحة اليمنية في صحاري الإمارات.

قرابة أربعة أشهر من إعلان الهدنة الأممية الأولى، لم تكن كافية لإخراج وكلاء واشنطن الغارقين في المستنقع اليمني، والحقيقة أن المخرج الضائع ذاته يضيق بخيارات الإدارة الأمريكية للنفاذ من لعنة الهزيمة والإنكسار التي يتلاقها حليفها الإستراتيجي، من خلال إخفاق حلفها المباشر في تحقيق أي تقدم في حربه على اليمن.

إذن نحن أمام انكفاء أمريكي غير مسبوق، مركز أموال الغرب وعملاق بورصات وول ستريت في المنطقة، تحت رحمة صواريخ ومسيرات صنعاء، ما يعني أن مستقبل الوجود الأمريكي في المنطقة، حقيقةً مرهون بكبسة زر من قوات صنعاء، بالتالي يمكن التأكيد هنا على حجم الرضوخ والإضراب الأمريكي المتزامن في الوقت ذاته.

ولعل هذا ما يفسر هرولة عجوز البيت الأبيض، هرولة الفيران من جحورها، لإقرار صفقة أسلحة للتحالف السعودي الإماراتي، معلقة منذ قبيل إعلان الهدنة الأممية الأولى، وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان تمديد الهدنة لفترة ثالثة لمدة شهرين إضافيين، وهذا يدل على مخاوف واشنطن من أي خطوة قد تفهمها صنعاء بشكل تصعيدي بالمنطقة، على الرغم من أنها تدفع نحو التصعيد إلا أنها لا تجرؤ على المكاشفة كما في السابق.

الخوف الأمريكي ليس فقط، على ما قد يحدث من إمطار ممالك النفط والغاز بالصواريخ والمسيرات اليمنية، وما سينتج عنه من إنهيار للإقتصاد الأمريكي الذي يقف اليوم على كف عفريت، بل مما تملكه صنعاء من خيارات لحسم معركة كل اليمن بوقت قياسي، بما فيها معارك البحر والجزر الإستراتيجية والأهم من ذلك مضيق باب المندب.

وبعيدا عن كل ذلك، فإنه من الواضح أن صنعاء منحت الفرصة الأخيرة لإنسحاب قوى التحالف السعودي الإماراتي من اليمن، وهذا ما بدى واضحا من شروط صنعاء للسلام الدائم التي تتمسك فيها وعلى رأسها وقف العمليات العسكرية ورفع الحصار الكامل وانسحاب كافة القوى الأجنبية، وهي شروط يدرك أمراء الحرب أن صنعاء عازمة على تحقيقهم سلما أو حربا من قبل توقيع الهدن الثلاث.

وهنا يكمن القلق والاضطراب لدى الأمريكي ودول التحالف، الناتج عن تيه في إيجاد مخرج لإنقاذ نفسها من المستنقع اليمني، ويزداد توترها كلما شاهدت الإستقرار الواضح في القرار السياسي والعسكري لدى صنعاء، التي نظمت كرنفالات عسكرية ضخمة لعشرات الآلاف من قواتها هنا وهناك كما لو أنها تحتفل بقرب إعلان انتصارها، وهو ما يدركه عجوز البيت الأبيض ويخفيه عن رعيته.