عقب تحذيرات قوات صنعاء.. أي معادلات ردع جديدة ؟

YNP _ حلمي الكمالي :

تواصل قوات صنعاء هيمنتها على تفاصيل المعركة المفتوحة مع قوى التحالف السعودي الإماراتي، في ظل فرضها معادلات الردع العسكرية تباعاً على إمتداد المشهد في الداخل اليمني والمنطقة والإقليم، حتى باتت التحذيرات والرسائل التي تطلقها قوات صنعاء، هي بحد ذاتها معادلات ردع تهيئ لمرحلة جديدة، مع عجز قوى التحالف عن مواجهتها، أو التعامل معها بعد فشل كل مؤامراتها وحيلها طوال الثمانية الأعوام الماضية.

وهو ما ينطبق أيضاً على التحذيرات الأخيرة التي أطلقتها قيادة قوات صنعاء، متمثلة بوزير دفاعها اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، الذي وجه تحذيراً نارياً لقوى التحالف وعلى رأسها كيان الإحتلال الإسرائيلي، وتحركاته المشبوهة في المياه الإقليمية اليمنية، مؤكداً" للعدو الصهيوني أن عبثه لن يطول أمده وإرادتنا الحرة لا يمكن أن تقبل تدخلاته وسنوصل إليه هذا المفهوم بالأسلوب المناسب وفي الوقت المناسب".

تحذير صنعاء المباشر للكيان الصهيوني في هذا التوقيت بالذات، له دلالات واسعة أهمها، الإنتقال بالنسبة للمعركة والمعادلة البحرية من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم، وهي إستراتيجية تعكس عزم صنعاء على تحرير المياه الإقليمية اليمنية بما فيها الجزر والسواحل الإستراتيجية، بالتالي فإن توجيه صنعاء تحذيرها بشكل مباشر للاحتلال الإسرائيلي يؤكد أيضاً أنها تتجه لوضع حد للامتداد الصهيوني وفق معادلات عسكرية حاسمة سبق وأن فرضتها قوات صنعاء على إمتداد الخارطة الوطنية.

كما تعكس التحذيرات، يقظة قوات صنعاء، التي تترصد وتراقب عن كثب كل التحركات العسكرية الأجنبية في اليمن، وعلى رأسها الأمريكية والبريطانية والفرنسية والإسرائيلية، والتي تتسلل خلف جلباب التحالف السعودي الإماراتي، في محاولة لتثبيت سيطرتها والإبقاء على أطماعها مستقبلاً في المشهد اليمني، لذلك فإن تلك التحذيرات تأتي لتؤكد توجه صنعاء لوأد هذه المشاريع والأجندات الغربية قبل ولادتها، كما ضربت مشروع الحرب الكونية التي هدفت لإخضاع اليمن وسلب مقدراته.

الترصد للتحركات الأجنبية، يأتي ضمن استراتيجية ومبادئ واضحة فرضتها صنعاء خلال تصديها لحرب التحالف، وتمسكت بها كمطالب مشروعة على طاولة المفاوضات القائمة، بإعتبار إنهاء الحرب على اليمن ورفع الحصار وسحب القوات الأجنبية من البلد، حق مشروع للشعب اليمني لضمان سيادته على أرضه وهو ما تكفله القوانين والأعراف المحلية والدولية.

وهو ما يمكن ملاحظته من خلال التصريحات الأخيرة للمتحدث الرسمي بإسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، والذي أكد أن" أي تواجد عسكري أجنبي داخل الأراضي اليمنية هو هدف مشروع لقواتنا ولكل أبناء الشعب اليمني"، مبيناً استعدادهم وجاهزيتهم لتنفيذ أي توجيهات ضد التواجد العسكري الأجنبي على الأراضي اليمني، وكذلك التعامل الحازم مع أي تطورات ومستعدون لإفشال أي تحركات للعدوان ومرتزقته، وجاهزون للرد المشروع على التجاوزات والخروقات في الجبهات التي شهدت خفضا للتصعيد خلال الفترة الماضية".

هذه اليقظة والجهوزية العالية، أثبتتها قوات صنعاء مؤخراً عندما أسقطت دفاعاتها الجوية طائرة تجسسية مقاتلة تابعة لقوى التحالف، من نوع "وينغ لونغ2" صينية الصنع، في سماء محافظة الجوف، وذلك بصاروخ أرض جو محلي الصنع، لتؤكد مدى جهوزيتها في التصدي لأي أي محاولة لإختراق السيادة اليمنية، ما يعني أن أي محاولة من قبل لقوى التحالف وفصائلها للتصعيد، ستقابل برد سريع وحاسم في الميدان العسكري تدرك تلك القوى أنها لا قِبل لها في مواجهته.

استناداً لكل ما سبق، فإنه من الواضح جداً، أن قوى التحالف متخبطة وتائهه في ظل تآكل قواعدها ونفوق أروقتها العسكرية وانفضاح حججها الواهية، إلى جانب استمرار عجزها عن مواجهة المتغيرات والمعطيات التي فرضتها صنعاء على كافة الأصعدة والميادين، بفعل قدرتها ورؤيتها الإستراتيجية للأحداث والتطورات وهذا واضحاً وجلياً خصوصاً وهي واقفة على أعتاب العام التاسع لصمودها الأسطوري أمام الحرب الكونية القذرة.