لماذا تسعى السعودية للخروج من مستنقع حربها في اليمن.. وهل ستُنهي بذلك تدخلها ؟

YNP /  خاص -

تكثف السعودية جهودها للخروج من المستنقع الذي غرقت فيه بحربها في اليمن، معتمدة استراتيجية جديدة تضمن لها استمرار تدخلها في اليمن، ولكن بصورة مغايرة لما هو عليه الحال خلال ثماني سنوات من الحرب التي تقودها في البلاد، وذلك من خلال السعي لتسوية، تخرجها من دائرة تبعات هذه الحرب، مع بقاء نفوذها في المناطق التي تسيطر عليها اسميا حكومة الرئاسي حاليا.

وإلى جانب ذلك فإن السعودية تسعى إلى تحقيق عدد من الأهداف الأخرى، يأتي في مقدمتها- بحسب تقرير نشرته قناة "فرانس24" في موقعها- استعادة نوع من الأمان الضروري لخطط ومشاريع الاستثمار التي تسعى لتنفيذها على أراضيها، والذي لا يمكن أن يتوفر في ظل استمرار الصراع في اليمن.

وأضافت القناة في تقريرها الذي جاء تحت عنوان "عالقون في مستنقعض: السعودية تسعى للخروج من حرب اليمن" أن الهدف الآخر للمملكة من وراء مساعيها للخروج من المأزق اليمني، هو أن النظام السعودي يسعى إلى غسل يديه من الجرائم التي ارتكبها في اليمن، طيلة سنوات الحرب التي قُتل فيها مئات الآلاف من الأشخاص لأسباب مباشرة وغير مباشرة، مع نزوح 4.5 مليون شخص داخليًا وأكثر من ثلثي السكان يعيشون تحت خط الفقر، وتسببت في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفقًا للأمم المتحدة، إضافة إلى تجنب المسؤولية عن أي تصعيد مستقبلي.

وأشارت القناة إلى أنه في حين أعطى النظام الملكي الغني بالنفط إشارة بالإعلان عن خطط لاستئناف العلاقات مع إيران، والذي يأتي في سياق الحرص على إحداث تغييرات اجتماعية واقتصادية كاسحة كجزء من إصلاح "رؤية 2030" لولي العهد محمد بن سلمان، فإنها "تسعى إلى تحويل نهجها في اليمن من استراتيجية عسكرية إلى استراتيجية أمنية وسياسية ناعمة".

وقالت إنه منذ بدء التدخل العسكري بقيادة السعودية في 26 مارس 2015، قصفت المملكة جارتها الفقيرة بضربات جوية في صراع تسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفقًا للأمم المتحدة.

ونقلت القناة عن محللين قولهم "إن الأولوية القصوى للرياض هي تأمين المناطق الحدودية ووقف الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التي استهدفت جميع منشآتها النفطية المهمة، موضحين أن المملكة تسعى للتوصل إلى تفاهمات تمكنها من تأمين أراضيها الحدودية مع الحفاظ على نفوذها" في المناطق التي تسيطر عليها حكومة الرئاسي.

وأضاف المحللون للقناة أن هذا النهج الجديد يمكن أن يمكّن السعودية من البقاء الفاعل الرئيسي في السياسة الداخلية اليمنية، لضمان عدم تأثير التهديدات الأمنية على المملكة في حالة استمرار الصراع على المستوى المحلي".

وذكر التقرير أن الهدف المعلن للتدخل بقيادة السعودية كان "حماية المدنيين من هجمات الحوثيين، واستعادة الحكومة، ومنع اليمن من أن يصبح ملاذًا آمنًا للقوات المدعومة من إيران" مضيفا أنه بعد ثماني سنوات، "أصبح الحوثيون يسيطرون على مساحات شاسعة من البلاد ويقودون ترسانة رائعة من الأسلحة التي استخدموها لمهاجمة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، عضو آخر في التحالف".

وأوضح التقرير أنه بالنسبة للرياض، فإن تداعيات استمرار الصراع في اليمن في صورته الحالية من شأنها أن تُعرِّض مشروع تغيير العلامة التجارية الذي يهدف إلى تحويل الدولة المحافظة إلى مركز للسياحة والاستثمار للخطر، خاصة في هذه التوقيت الذي تسعى فيه السعودية المغلقة نسبيًا منذ عقود، لبناء مدينة جديدة مستقبلية بقيمة 500 مليار دولار  "نيوم" ومجموعة واسعة من المنتجعات السياحية ومناطق الجذب السياحي.

ويضيف المحللون أن السعودية تركز بشكل كبير الآن على التنمية والسياحة والمشاريع الضخمة، ولذلك تبرز مخاوفها من تداعيات استمرارها في الحرب باليمن، وانعكاسات ذلك على أمنها واستقرارها، وهو ما سينهي أي طموحات مستقبلية لها على مستوى التنمية والاستثمار والسياحة.