السعودية والإعلام العبري يكشفان من أوصل إسرائيل إلى سقطرى.. وصنعاء تتوعد بطرد الجميع

YNP /  إبراهيم القانص -

حرصت دول التحالف على إخفاء حقيقة تدخلها عسكرياً في اليمن، وشنها حرباً ضروساً على اليمنيين- عسكرية واقتصادية- دخلت عامها التاسع ولا تزال قائمة، حتى وإن تراجعت حدة المواجهات نتيجة المتغيرات التي فرضتها قوات صنعاء بما حققته من انتصارات على الأرض،

وبما أحرزته من تقدم في التصنيع العسكري بكل أنواعه، وكذلك المستوى القتالي العالي الذي يُميّز أفرادها وقادتها، لكن هناك في المقابل من يحرص أيضاً على كشف الغايات الحقيقية التي دفعت بالسعودية والإمارات إلى قيادة هذه الحرب، ولا يكاد يمر يوم إلا وتتكشف حقائق صادمة طالما حرصت أبوظبي والرياض على إخفائها؛ ربما خجلاً من سوء ما أقدموا على فعله، وربما خوفاً من فداحة النتائج التي ستترتب عليه، والتي بدأوا يكتوون بنارها ووصلتهم أولى تداعياتها، متمثلةً في أن منشآتهم الحيوية أصبحت في مرمى نيران قوات صنعاء، وفي أي لحظة من اللحظات ربما تكون أثراً بعد عين.

 

ضجت وسائل إعلام دول التحالف في بداية الحرب على اليمن، ترويجاً ودعاية لما أطلق عليه عاصفة الحزم، ووضعت إمكانات ضخمة وتحركت في تلك الحملة المؤيدة جيوش من الإعلاميين والصحافيين الذين رُصدت لهم أموال طائلة ليملأوا شاشات الفضائيات والصحف والمواقع ومنصات التواصل تأييداً وشرعنة للحرب، وكان عنوانها الأبرز دعم وإعادة الشرعية وتحرير اليمن من إيران، كما لو أن الحرس الثوري يحتل البلاد، وبقدر ما كانت الضجة وبقدر ما كان حجم الكذبة التي غررت بملايين البشر- يمنيين وغير يمنيين- بقدر ما توالت الفضائح وتكشفت الحقائق تباعاً، فإعادة الشرعية كانت واجهة تم من خلالها تمرير دخول قوات أجنبية من مختلف الجنسيات إلى الأراضي والسواحل والجزر اليمنية، ولم يكن لإيران أي وجود أو تواجد في اليمن، بل جيوش من جنسيات مختلفة أدخلها التحالف وكشفتها كاميرات الإعلام الحربي لقوات صنعاء، التي وثقت جثثهم وبثت لقاءات مع من تم أسرهم، ولا تزال الشرعية ترحب بالمزيد منهم كلما احتاج التحالف إلى استقدامهم، وكذلك تغطي على الذين ما زالوا موجودين ولا تجرؤ على الاعتراض، فمهمتها محددة ولا تستطيع تجاوزها حتى بموقف واحد.  

 

بعد تطبيع السعودية والإمارات علاقاتهما مع إيران، انتهت مرحلة التفاخر بعاصفة الحزم، وربما ينكرون أنهم قالوا حينها أنهم جاءوا لتحرير اليمن من إيران، لكن الإعلام الإسرائيلي حرص على كشف ما ظلت تخفيه الإمارات وتسوّقه بعناوين أخرى مضللة وبعيدة عن الحقيقة، حيث يقول الإعلام العبري أن الإمارات تتعاون مع الكيان المحتل منذ سنوات لتنفيذ مشروعه في اليمن.

 

قناة 24 العبرية، بثت تقريراً تناول التعاون الإماراتي مع إسرائيل، وبذل أبوظبي جهوداً كبيرة سخرت من أجلها كل إمكاناتها ومواردها، حتى وفرت للكيان الإسرائيلي موطئ قدم في أرخبيل سقطرى اليمني، وأصلت خبراءه العسكريين إلى باب المندب والمخا، حتى أن تضحيتها في بداية الحرب بأعداد من الجنود والضباط الإماراتيين لم تكن سوى من أجل إدخال الكيان العبري إلى اليمن.

 

وعلى خلفية صراع المصالح المحتدم بين الإمارات والسعودية، بدأت الأخيرة بنشر غسيل التحالف، وكشف الغطاء عن المهمة التي أوكلها الكيان الإسرائيلي للإمارات خدمةً لأهدافه في اليمن، حيث ذكر الخبير العسكري السعودي، أحمد الفيفي، المقرب من الاستخبارات السعودية، أن أبوظبي قدمت تسهيلات كبيرة لتل أبيب، تمثلت في تفويج الآلاف من السياح الإسرائيليين إلى سقطرى اليمنية الاستراتيجية، وبما أن حديث الخبير السعودي جاء في معرض هجومه على الإمارات فقد اعتبره مراقبون اعترافاً سعودياً بالقواعد العسكرية المشتركة مع قوات إسرائيلية تم جلبها إلى سقطرى بتنسيق مباشر من الإمارات، وأكد المراقبون أن التحكم في طرق الملاحة البحرية الدولية هدف إسرائيلي طالما تطلع الكيان إلى تحقيقه.

 

في المقابل، أعاد المتحدث الرسمي لقوات صنعاء، العميد يحيى سريع، لهجة التهديد والوعيد إلى واجهة المشهد بعد شهور من الهدوء النسبي في حدة التوترات، حيث وجّه رسائل مهمة ومقلقة لدول التحالف، خلال حضوره فعاليات اختتام دورة تأهيلية للعائدين من صفوف قوات التحالف، متوعداً بضربات كبيرة ستوجه للسعودية والإمارات على السواء في حال ارتكابهما أي حماقة، حسب تعبيره، موضحاً أن المنطقة بأكملها ستتأثر إذا ما حدث ذلك، مشدداً أنه "لن يظل أي محتل في اليمن، ولا بد من نقطة فاصلة، فبريطانيا احتلت جنوب الوطن 128 سنة واضطرت للخروج ذليلة صاغرة"، مؤكداً عزم قواته على إخراج كل القوات الأجنبية التي سهلت ونسقت الرياض وأبوظبي دخولها إلى اليمن.