وقال مركز الأبحاث الكندي "غلوبال ريسيرش"، في تقرير مطوَّل نشره الإثنين الماضي، إن التطورات التي قد تحدث مستقبلاً في معركة البحر التي تقودها قوات صنعاء سوف تُفقِد الولايات المتحدة قوتها وهيبتها، حيث تدعي أنها تهيمن على المحيطات والبحار منذ عام 1945، مؤكداً أن الحوثيين سيواصلون تقويض سمعة القوة البحرية الأمريكية، وأن منعهم من فعل ذلك أمر صعب بالنسبة للولايات المتحدة، فقوات صنعاء أصبحت مؤثرة على الجغرافيا السياسية البحرية لأمريكا.
تقرير المركز الكندي أوضح أنه منذ ديسمبر 2023 تعطلت التجارة البحرية بشكل كبير، والولايات المتحدة التي تخسر أرضها في كل المجالات وفقدت مؤخراً كل القيم الأخلاقية والمعنوية بسبب تصفيقها في الكونغرس لنتنياهو، مهندس الإبادة الجماعية في غزة، لا تستطيع السيطرة على حركة المرور البحري العالمية في مضيق باب المندب.
وأضاف أنه ومع دخول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023، شهره التاسع، وفي سياق تحوله إلى استخدام أحادي الجانب للقوة غير المتناسبة ضد النساء والأطفال، تحت قوة نيران إسرائيل، ينفذ الحوثيون اليمنيون استراتيجية الهجمات المباشرة على السفن التجارية والسفن الحربية التي تحميها الولايات المتحدة لإحداث تأثير غير متكافئ وردع إسرائيل عن المذبحة التي يراها الحوثيون إرهاب دولة.
وبعد حديث مطول عن عمليات الحوثيين ضد الملاحة الإسرائيلية منذ التاسع عشر من نوفمبر 2023، قال التقرير إن الحوثيين أظهروا قدرة غير عادية بضربهم تل أبيب بطائرة مسيَّرة، وأثبت ذلك قدرتهم على اكتساب أسلحة بعيدة المدى، مما يشير إلى أن مياه شرق البحر الأبيض المتوسط قد تصبح خطيرة أيضاً في المستقبل، مضيفاً أن رد إسرائيل بضرب ميناء الحديدة بطائراتها يشير إلى أن إسرائيل أصبحت رسمياً في حالة حرب مع اليمن.
التقرير الكندي تطرق إلى أن الحوثيين نفذوا هجمات ناجحة على أهداف بحرية في أوقات سابقة، منوهاً بأن عملياتهم المساندة لغزة ضد السفن الإسرائيلية والبريطانية والأمريكية، ليست جديدة، موضحاً أنه خلال الفترة المكثفة من حرب التحالف في اليمن بقيادة السعودية، والتي بدأت في عام 2015، ووسط حظر وحصار شديد فرضه السعوديون وحلفاؤهم، نفذ الحوثيون هجمات ناجحة على فرقاطة سعودية بصاروخ قبالة الحديدة في 31 يناير 2017، كما نفذوا هجوماً آخر على فرقاطة سعودية أخرى بقارب انتحاري في 5 فبراير 2017، واستهدفوا ناقلة سعودية بذخائر موجهة في 2 إبريل 2018، قبالة الحديدة أيضاً.
في السياق نفسه، قال التقرير إنه في الثاني عشر من يونيو 2018، نفذ الحوثيون هجوماً صاروخياً استهدف سفينة دعم عالية السرعة تابعة للإمارات، كانت تنقل جنوداً وذخيرة إلى الحديدة، وكاد الهجوم أن يغرقها، مضيفاً أنهم نفذوا أيضاً أربع هجمات منفصلة على سفن حربية تابعة للتحالف السعودي باستخدام قوارب يتم التحكم فيها عن بُعد، وذلك خلال الفترة من يونيو 2017 إلى نهاية عام 2018، لافتاً إلى أن السعودية ونتيجة الهجمات الحوثية أعلنت في 27 يوليو 2018، تعليق مرور ناقلات النفط السعودية عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، تحت مبرر أن هناك مخاطر تتعلق بسلامة الأفراد والبيئة.
وفيما خصصت السعودية 10٪ من دخلها الوطني للإنفاق الدفاعي، مما يجعلها ثالث أكبر دولة في العالم بميزانية دفاعية بلغت 56 مليار دولار في عام 2018، لم تتمكن من إخضاع الحوثيين أو قدراتهم البحرية، وعلى الرغم من حصولها على دعم ثماني دول عربية سنيّة والقوات الجوية السعودية في الحصار البحري ضد اليمن الذي بدأ في مارس 2015، إلا أن البحرية السعودية لم تتمكن من الانتصار على الحوثيين الذين قال التقرير إنهم تمكنوا من إذلال البحرية السعودية أمام العالم، رغم أنهم أضعف بكثير وأكثر محدودية في قواهم العاملة ومواردهم مقارنة بالسعوديين، مؤكداً أن ما وصفه بالتفوق الأخلاقي للحوثيين في الهجمات التي نفذوها ضد إسرائيل منذ 19 نوفمبر 2023، هو نابع نجاحهم ضد السعوديين في عام 2018".