السودان.. تجدد القتال في الخرطوم وتدهور الأوضاع بمدن خارج العاصمة

السودان.. تجدد القتال في الخرطوم وتدهور الأوضاع بمدن خارج العاصمة

قالت قوات الدعم السريع إنها صدت هجوماً للجيش السوداني واستولت على معسكرات جديدة وأسرت مئات الجنود، بينما رد الجيش بالنفي مؤكداً أنه لا أساس من الصحة لهذه الأنباء، وقال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني إن الجيش أجرى عمليات تمشيط بمناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم، مؤكداً أن "حديث التمرد عن تدمير قوات في منطقة المدرعات أو مهاجمة قواتنا لا أساس له من الصحة".

وتحدث بيان لـ"الدعم السريع" عن حرق دبابتين والاستيلاء على خمس دبابات و15 عربة عسكرية.

واندلعت اشتباكات عنيفة مع قصف بالمدفعية في أنحاء العاصمة السودانية الخرطوم، الأحد، وأفاد سكان بوقوع ضربات جوية بعد وقت قصير من انتهاء سريان وقف لإطلاق النار استمر 24 ساعة وأدى إلى هدوء قصير في القتال المستمر منذ ثمانية أسابيع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وقال شهود إن القتال الذي اندلع أمس الأحد بين الجانبين كان من أعنف المعارك منذ أسابيع، وشمل اشتباكات على الأرض في حي الحاج يوسف المكتظ بالسكان في مدينة بحري التي تشكل إلى جانب الخرطوم وأم درمان المجاورتين العاصمة المثلثة حول ملتقى نهر النيل.

وعقب انتهاء سريان وقف إطلاق النار  قال شهود إن الاشتباكات والقصف المدفعي استؤنفا في شمال أم درمان. كما أشاروا إلى وقوع اشتباكات في جنوب الخرطوم ووسطها وفي شمبات على نهر النيل في مدينة بحري حتى جسر الحلفايا الاستراتيجي الذي يؤدي إلى مدينة أم درمان.

وقال ناشط محلي زار موقعين تعرضا لقصف مدفعي في جنوب الخرطوم إن 11 مدنياً في الأقل قتلوا هناك. وقال ناشط آخر في تلك المنطقة إن القتال في شرق الخرطوم أودى بحياة ستة مدنيين.

نزوح جماعي

واندلعت الأعمال القتالية بين الجانبين في 15 أبريل (نيسان) بسبب خلافات مرتبطة بخطة مدعومة دولياً للانتقال إلى حكم مدني.

وتسبب الصراع في مقتل مئات المدنيين ونزوح أكثر من 1.9 مليون، مما سبب أزمة إنسانية كبيرة وسط مخاوف من امتدادها في المنطقة المضطربة. ويتركز القتال في العاصمة التي تحول معظمها إلى ساحة قتال تعاني النهب والاشتباكات. كما اندلعت اضطرابات في أنحاء أخرى مثل إقليم دارفور بغرب البلاد الذي يعاني بالفعل من صراع بلغ ذروته قبل نحو 20 عاماً.

وأبلغ سكان ونشطاء عن مزيد من التدهور في الأيام القليلة الماضية في مدينة الجنينة، قرب الحدود مع تشاد، وموجات جديدة من الهجمات تشنها قبائل عربية على صلة بقوات الدعم السريع. ومن بين القتلى عدد من نشطاء حقوق الإنسان والمحامين والأطباء، بحسب هيئة محامي دارفور التي تراقب الصراع في المنطقة. وشهدت المدينة انقطاعاً واسعاً في الاتصالات لأسابيع عدة.

نهب في كل مكان

من المدن المتضررة الأخرى مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان إلى الجنوب الغربي من الخرطوم، وتقع على طريق رئيس يؤدي إلى دارفور. ويقول السكان إنها تشهد فعلياً حالة حصار بسبب الصراع مع انقطاع الإمدادات الغذائية والأدوية.

وتعد منطقة كردفان منطقة زراعية مهمة ومصدراً للماشية والبذور الزيتية والصمغ العربي.

وقال محمد سلمان من شمال كردفان لـ"رويترز" عبر الهاتف "الحالة صعبة. الدعم السريع منتشر في الطرق بين القرى ويقومون بالنهب، وهناك عصابات في كل مكان تنهب. الحركة من مكان لآخر أصبحت خطرة، ونحن في بداية الخريف لا نعرف كيف سنزرع أو كيف سنعيش مع هذا الوضع".

وتقول قوات الدعم السريع إنها تحاول مواجهة أعمال النهب، وتنفي مسؤوليتها عن العنف في دارفور. وعبر نحو 400 ألف من النازحين إلى البلدان المجاورة نصفهم تقريباً اتجه شمالاً إلى مصر.