هروب لأعضاء الرئاسي من استحقاقات عزلهم - تقرير

خاص -  YNP ..

كحال  "بيعة سارق" ، يسابق اعضاء المجلس الرئاسي وحكومة معين ، السلطة الموالية للتحالف جنوب اليمن ، الزمن لإبرام  الصفقات  التي تضمن  مكاسب سياسية وامتيازات اقتصادية لكلا منهم مستقبلا ، فما تداعيات مثل ذلك  السباق حتى على الوضع داخل "الرئاسي" الذي تحاول السعودية تقديمه كطرف؟

في الضفة الغربية لليمن، حيث اهم الممرات الملاحية حول العالم،  يحتدم السباق  بين الامريكيين والصينين،  وقد حددت واشنطن  طارق صالح، قائد الفصائل الموالية للإمارات سابقا في الساحل الغربي لليمن، كرجلها في المنطقة الممتدة من الخوخة ، جنوب الحديدة وحتى البريقة في عدن والتي سبق وأن طرحتها كإقليم  مستقل يقوده طارق ضمن رؤية جديدة لتقسيم اليمن وفق الاجندة الامريكية.   

واشنطن التي عززت انتشارها العسكري في البحر الاحمر، كثف سفيرها لقاءاته بطارق بعد ايام على توجيهها تحذيرا للانتقالي، لكن الرد الصيني الذي يعد المنطقة اهم  ممرات تموين اسواقه بالنفط الخليجي واهم جسور الربط بين افريقيا واسيا لم يتأخر ، فقصد السفير الصيني عيدروس الزبيدي الذي سبق وأن وضع جزيرة ميون، اهم جزر المضيق في جيبه بنقل مقر  سلطتها من ذوباب في تعز إلى المعلا في عدن رغم بعد المسافة والتمايز الجغرافي هناك..

السباق الجيوسياسي  في اليمن الذي يشهد حراك اقليميا للخروج من مستنقع 8 سنوات حرب وحصار لم يقتصر على الولايات المتحدة والصين، بل تعدى ذلك إلى اطراف اخرى، ففرنسا  التي تركز حاليا على مناطق النفط والغاز طرقت بوابتي العرادة والزبيدي مع انهما من الد الخصوم داخل المجلس ،  لكن كل ما يحمله السفير في جعبته خلال اللقاءات الاخيرة لا يتجاوز الحفاظ على مصالح بلاده ولو ادى ذلك لانفجار معركة جديدة  بين مارب وشبوة ..

اضف إلى ذلك بريطانيا التي تتحرك على مستوى ملف الجنوب لابتلاع المنطقة الممتدة من باب المندب حتى حضرموت، ومثلها روسيا وحتى دول اوروبية صغيرة كالنمسا وغيرها ممن تحتفظ بشركات نفطية هناك، لكن الاخطر في الأمر  أن تحركات تلك الاطراف لا تتوقف عن منح اعضاء الرئاسي كلا على حدة دعم عسكري وسياسي وشيء من الامتيازات الاقتصادية بل بتغذية هذه الاطراف التي تتخذ من يافطة توحيد "الرئاسي " ستار لتحركاتها  الصراع داخل السلطة الموالية للتحالف ذات الـ8 اعضاء.

وخلافا لأعضاء الرئاسي الذي يحاولون حاليا الهروب من استحقاقات ما بعد الاتفاق السعودي مع "الحوثيين" وابقاء انفسهم في صدارة المشهد،  يتحرك معين ، رئيس الحكومة، سرا لإبرام صفقات تضمن له تعزيز ارصدته في البنوك الخارجية وتنمي مشاريعه العقارية في دبي وباريس والقاهرة  وقد شرع بتسليم قطاعات هامة كالاتصالات  للإمارات واسرائيل  ولم يتوان على  منح امتيازات نفطية ولو على حساب السعودية.

قد  يبرم  اعضاء الرئاسي  اتفاقية هنا واخرى هناك وقد يحوز احدهم كالزبيدي الذي يبرم  غربا وشرقا على مكاسب اكبر من غيره ، لكن الواقع هذا قد لا يدوم طويلا ففي حال  قررت السعودية والامارات الخروج    فإن كل تلك الوجوه ستتلاشى من المشهد  سلما او حربا.