سيناريو جديد جنوب اليمن لترتيب بديل "للشرعية"

خاص -YNP .. تصعيد جديد بين فرقاء ما تسمى بـ"الشرعية" في اليمن جنوب وشرق اليمن ينذر بجولة جديدة من المواجهة على كافة الاصعدة وسط مؤشرات انسداد سياسي يلوح بالأفق حاملا معه غبار معركة مرتقبة قد تتسع ساحتها لتشمل الهلال النفطي وقد تكون مفصليه في ارهاصات صراع النفوذ بين قطبي حكومة هادي .. بالنسبة للانتقالي، الطرف الاقوى على الارض، والتواق لتحقيق مكاسب على حساب بقية قوى "الشرعية" التي تعاني الوهن مع اقتراب سقوط اخر معاقلها شمال اليمن، فالظروف مواتية للسير منفردا نحو اعادة تشكيل مؤسسات دولته المزعومة ، وقد بدأت قياداته بالفعل تحركات مكثفة تهدف من خلالها لبناء مداميك الحكومة المرتقب تشكيلها بعيدا عن هادي سواء بتشكيل نواة الداخلية والدفاع وحتى الخارجية بتعينات سفراء من طرف واحد وهذه التحركات تبدو بانها تتم بضوء اخضر دولي نظرا للضغوط الامريكية والبريطانية الأخيرة على هادي لتمكين الانتقالي بإعادة الحكومة إلى معقله في عدن، والتحاق الاطراف الاوروبية على خط اتفاق الرياض الذي هندسته السعودية والامارات وهدفتا من خلاله لتمكين الانتقالي، المنادي بالانفصال، سياسيا وشرعنة وجوده العسكري في إطار خطط بديلة للحرب التي تلقت فيها هزيمة على مدى 7 سنوات مضت.. حتى الأن يسير الانتقالي وفق مسارين وبخطى ثابته، اولها العودة لمفاوضات الرياض التي ترعاها السعودية والاخر يتعلق بتثبيت واقعه على الارض، لكن المؤشرات تؤكد بان المجلس الذي يضع شروط تعجيزيه على طاولة المفاوضات واعاد تشكيل وفده بما يجعله ضعيفا لا يراهن على مفاوضات الرياض ، بل على تحركات ميدانية بدأت مؤشراتها تظهر نتائج ايجابية على الارض سواء بإعادة هيكلة فصائله وتشكيلها كتكوينات عسكرية وامنية أو بتوسيع رقعة الصراع لنقل المعركة إلى معارك خصومه وتحديدا في الهلال النفطي الذي يشهد حاليا توتر متصاعد امتد إلى حضرموت في ظل الانباء التي تتحدث عن توقيف فصائله قطاعات نفطية عشية استعداد حكومة هادي لبيع شحنة نفط جديدة وقبلها شبوة التي لا تزال النيران فيها مشتعلة منذ استهداف انصار المجلس ومنعهم من اقامة فعالية. في المقابل لا يبدو بان خصوم المجلس في "الشرعية" بعيدين عن تحركاته ، فهم يقومون بخطوات متوازية يديرها الاصلاح وقياداته السياسية العسكرية، فعلى الصعيد العسكري تدفع فصائل الحزب لتفجير الوضع في ابين بتحشيدات إلى مديرية لودر وهدفها التوغل في عمق الانتقالي وتحقيق مكاسب ميدانية على الارض تحجم تصرفاته ، أما على الصعيد السياسي فتفيد الانباء الواردة من تركيا بلقاءات مكثفة يعقدها حميد الاحمر مع مسؤولين اتراك بغية دفع انقرة لدعم حزبه لإعلان ما يسميه "اقليم حضرموت" الذي يضم محافظات الهلال النفطي شرق اليمن وابرز مخازن قيادات الحزب وعائداتها من النفط والغاز.. وإلى جانب الاصلاح ، يحشد هادي أو من تبقى في جناحه للبقاء في المشهد عبر محاولة اعادة تدوير الحراك الجنوبي لتحريكه كورقة في مناطق النفط والغاز والمناورة به في وجه الانتقالي كممثل عن الجنوب ، وهو ما دفع الانتقالي الذي شكل توا فريق استشاري للتواصل مع القيادات الجنوبية في الخارج لمحاولة سد ثغرات يرى بان خصومه يحاولون استغلالها لتحجيمه. هذه التطورات تأتي على ايقاع تحركات دولية مكثفة للدفع نحو عملية سلام شامل وهي مؤشر على أن اطراف الشرعية في طريقها لخوض معركتها الأخيرة بضوء خارجي بغية انضاج طرف خاضع وقابل للتمايل والمناورة لترجيح كفة التحالف وتبرير الوجود الاجنبي على الاراضي اليمنية مستقبلا ولو بقفاز الانفصال.