تفاؤل أوكرانيا بعمليات الهجوم المضاد.. وروسيا: محاولات فاشلة
أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس السبت، بأن الجيش ينفذ عمليات "هجوم مضاد" ودفاع بعد يوم من تصريح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن حملة كييف التي طالما تحدثت عنها لاستعادة أراضيها تجري على قدم وساق، لكن زيلينسكي لم يفصح عن تفاصيل، وطلب من الصحافيين نقل رسالة إلى بوتين مفادها أن القادة العسكريين في أوكرانيا في حالة معنوية مرتفعة.
وأحجم الرئيس الأوكراني عن التعليق عندما طلب منه في مؤتمر صحافي في كييف أن يعقب على تصريح بوتين، الجمعة، بأن قوات كييف بدأت هجومها المضاد، لكنها لم تحرز تقدماً.
وقال زيلينسكي "يجري الهجوم المضاد والعمليات الدفاعية في أوكرانيا، لكنني لن أتحدث بالتفصيل عن المرحلة التي وصلت إليها". وأشار إلى كبار القادة العسكريين في أوكرانيا بالاسم.
وأضاف مبتسماً "كلهم في حالة تفاؤل. أرسلوا ذلك إلى بوتين"، حيث كان إلى جواره في المؤتمر صحافي رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الذي يزور البلاد.
وفي خطابه الليلي المصور، لم يقدم زيلينسكي تفاصيل تذكر، بينما حث القوات على مواصلة القتال. وقال إن تصريحات بوتين عن الهجوم المضاد "مثيرة للاهتمام. من المهم أن تشعر روسيا دائماً بأن المتبقي أمامهم ليس كثيراً في رأيي".
وقالت وزارة الدفاع الروسية، أمس السبت، إن القوات الأوكرانية نفذت في الساعات الـ24 الماضية محاولات "غير ناجحة" لمهاجمة منطقتي دونيتسك وزابوريجيا في جنوب البلاد، وتشهد كلاهما قتالاً مكثفاً.
كما ذكرت الوزارة باخموت التي تقول روسيا إنها سيطرت عليها في الشهر الماضي بعد 10 أشهر من المعارك العنيفة. ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من تقارير ساحة القتال على نحو مستقل.
وقال ضابط البنتاغون السابق، ستيفن بريان، اليوم الأحد إن الرئيس الأوكراني تلقى أنباء غير سارة عن الخسائر الفادحة وإخفاقات قواته خلال محاولاتها الهجوم على زاباروجيه.
وأضاف بريان على منصة Substack، "إن زيلينسكي، الذي زار إقليم خيرسون الخاضع لسيطرة كييف، تلقى حينها أنباء غير سارة عن الخسائر الفادحة وإخفاقات القوات الأوكرانية في محاولاتها للهجوم على منطقة زاباروجيه".
وأضاف "تمكنت القوات الروسية من تدمير العديد من الدبابات الأوكرانية، بما في ذلك دبابات AMX-10 المزودة بعجلات فرنسية ودبابات ليوبارد التي نقلتها ألمانيا إلى أوكرانيا. كما دمرت أيضا رادار Hensoldt TRML-4D AESA المهم، وهو جزء من Iris - نظام الدفاع الجوي الذي تم نشره في منطقة الحرب لدعم القوات الأوكرانية".
كما أشار الصحفي إلى أن "الفريق الأفضل في القوات المسلحة الأوكرانية، اللواء الميكانيكي السابع والأربعون، تم تدريبه في دول الناتو، ومجهز بمعدات وتقنيات حديثة، بما في ذلك عربات قتال المشاة الأمريكية برادلي، مدعومة بكمية هائلة من المدفعية، بما في ذلك HIMARS MLRS، فشل في الهجوم".
وأضاف بريان "ليس من الواضح حجم الضرر الذي لحق بهذا اللواء، لكن الوحدات الأخرى كانت منهكة لدرجة أن بعض الكتائب رفضت القتال.. في الوقت نفسه، لا يزال لدى القوات المسلحة الأوكرانية احتياطيات كبيرة يمكن أن تجلبها كييف إلى ساحات القتال، لكن بالمقابل تمتلك روسيا أيضا قوات احتياط ضخمة".
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن قواتها صدت هجمات معادية حول باخموت ومارينكا، حيث تدور اشتباكات عنيفة في الشرق. وأضافت أن القوات الروسية "ما زالت تتكبد خسائر فادحة تحاول إخفاءها".
وكتبت نائبة وزير الدفاع هنا ماليار على "تيليغرام" تقول إن الجيش الأوكراني لن يصدر أي بيانات حتى يتضح الموقف في ساحة المعركة.
ودأبت أوكرانيا لأشهر على قول إنها تخطط لشن هجوم مضاد لاستعادة الأراضي التي ضمتها روسيا في الجنوب والشرق، لكنها تفرض تكتماً صارماً حول العمليات وتنفي أنها بدأت عمليتها الرئيسة بالفعل.
وتقول روسيا إن أوكرانيا شنت هجوماً ضخماً قبل أيام، لكن قوات كييف لم تتمكن من اختراق دفاعاتها وسقط منها أيضاً قتلى ومصابون كثيرون.
ومع شح التقارير المستقلة الواردة من خطوط المواجهة، فمن الصعب تقييم حالة القتال.