تقارير

YNP _ حلمي الكمالي :

يبدو أن صنعاء على وشك الانفجار في وجه قوى التحالف، التي ماتزال على خطى التسويف والزيف والوعود الكاذبة، بالرغم من دخولها إطار التهدئة التي منحتها صنعاء، في سياق المساحة الإنسانية، وكفرصة أخيرة للسعودية لمراجعة نفسها وإنهاء حربها العدوانية والعبثية على الشعب اليمني.. ولكن أي إنفجار متوقع لبركان الغضب الذي يعتري هذه القوة الوطنية، وهي تمتلك اليوم كل عناصر القوة لحسم المعركة في الزمان والمكان المناسبين.

YNP / خاص -

حرصت كل من السعودية والإمارات، وهما الدولتان المحوريتان في حرب اليمن المشتعلة منذ أكثر من ثمان سنوات، على اتخاذ لافتة المساعدات ومشاريع الإعمار، كغطاء لحقيقة الأهداف التي تتعمدان إخفائها من وراء تدخلهما في اليمن والسيطرة على المساحة الأكبر فيه، إما بشكل مباشر، أو عبر أدوات محلية صنعتها كل من الرياض وأبوظبي ومولتها وسلحتها لتكون تابعة لها.

 YNP / إبراهيم القانص -

ليس مستغرباً أن يطفو الصراع السعودي الإماراتي في اليمن على السطح، بعد سنوات من التمويه والمغالطات التي كانت تغطيها شبكاتهم الإعلامية الواسعة، ويخرج إلى العلن بطرق صفيقة تتبادل من خلالها الدولتان الخليجيتان الاتهامات، إذ تحاول كل منهما الظهور بأنها هي التي جاءت لترعى مصالح اليمن واليمنيين وأن الأخرى هي من تعبث وتدمر وتتمدد وتتوسع،

YNP / إبراهيم القانص -
لا تزال القوى العالمية ذات النفوذ والهيمنة القوية في منطقة الشرق الأوسط تعوّل على السعودية وتسند إليها الدور الكبير في رعاية مصالحها وتمدد نفوذها، ولم تكن القمة العربية التي عقدت مؤخراً في مدينة جدة السعودية سوى دليل واضح على دفع تلك القوى بالنظام السعودي إلى واجهة المشهد العربي،

YNP /  إبراهيم القانص -

تتعرض محافظة مارب النفطية لمؤامرة كبيرة تحيكها قوى إقليمية متواجدة بقوة داخل المحافظة، وتتحكم بإدارة شئونها من خلال أدواتها المحلية التي تنفذ مخططاً تدميرياً غير عابئة بمستقبل المحافظة أو حياة أبنائها ونسيجها المجتمعي الذي يبدو أن تمزيقه أحد أبرز أهداف المؤامرة،

YNP / إبراهيم القانص -

قمة جدة، التي عقدت مؤخراً في السعودية محفوفةً بالكثير من الضجيج والعناوين الفضفاضة على أساس الاهتمام بالشأن العربي وترميم البيت العربي ومناقشة أهم قضايا الأمة، كثر الحديث فيها وتركز بشكل كبير على مسألة استقلالية الدول العربية وعدم التدخل الخارجي في شئونها،

YNP _ حلمي الكمالي :

من الواضح جداً أن قوى التحالف السعودي الإماراتي تتجه بوتيرة متسارعة لدعم مشروع الانفصال في اليمن، وهو ما تكشفه بوضوح جملة التحركات والترتيبات الطارئة على ملعب التحالف في المحافظات الجنوبية اليمنية خلال الآونة الأخيرة، والتي تتزامن مع الذكرى الـ33 لإعلان الوحدة اليمنية.. ولكن هل ستنجح هذه القوى المدعومة أمريكياً وبريطانياً في فصل جنوب اليمن عن شماله؟

YNP _  حلمي الكمالي :

تواصل قوى التحالف السعودي الإماراتي غرقها في اليمن، في ظل استمرار تسكعها خلف الأمريكي، وإصرارها على تنفيذ السياسات والأجندات الأمريكية الغربية في كل ما يخص تحركاتها الداخلية والخارجية، السياسية والعسكرية؛ ولكن هذا الإنقياد الأعمى سيقود قوى التحالف إلى الهاوية في نهاية المطاف، وهو ما تبدو عليه ملامح الصورة القاتمة لقوى الحرب على اليمن، والتي تقف اليوم مضطربة ومكسورة الأجنحة على ضفاف المشهد.

YNP /  إبراهيم القانص -

حتى هذه اللحظة، تتعامل سلطات صنعاء مع التحركات الأخيرة للتحالف في عدن بقدرٍ عالٍ من التأني والصبر، وربما تكون في وضعية الراصد لما قد ينتج عن صراع النفوذ القائم بين قطبي التحالف- السعودية والإمارات- الذي بلغ ذروته خلال الأيام الماضية بتوجيه أبو ظبي صفعة مؤلمة للرياض باستحواذها على نسبة أكبر في التمثيل السياسي لأداتها الأبرز المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي،

المواقف من إعلان الانتقالي تكشف أطرافاً تحت الوصاية الأجنبية وأخرى مستقلة

YNP / إبراهيم القانص - 

تتخذ سلطات صنعاء وقياداتها مواقف مبدئية وصارمة وغير قابلة للمساومة، من القضايا المصيرية، سواء خلال التفاوضات مع الأطراف الأخرى أو خارج إطارها، خصوصاً ما يتعلق بالأمور السيادية والثوابت الوطنية، باعتبارها خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها أو القفز عليها، وقد تجلى ذلك في شروطها للتفاوض من أجل تمديد الهدنة، والتي تركزت على إنجاز الملفات الإنسانية وفصلها عن العسكرية والسياسية، كونها تشكل منطلقات أساسية تُبنى عليها أي حوارات أو تفاوضات باتجاه الوصول إلى حل شامل يوقف الحرب بشكل نهائي ويحل بموجبه السلام في اليمن والمنطقة بشكل عام.

وإضافة إلى الملفات الإنسانية التي اشترطت صنعاء إنجازها خلال تفاوضها مع الرياض، لا تزال متمسكة أيضاً بخروج القوات الأجنبية من كل شبر على الأرض اليمنية، وتفاوضها وتحركاتها لا تتم إلا على أساس يمن واحد غير مجزأ تحت أي عنوان، وبعيداً عن كل مشاريع ومؤامرات التقسيم، وفي وقت تتمسك صنعاء بتلك المنظومة من الثوابت تعبث بقية الأطراف بها متجاوزة كل الخطوط الحمراء، تبعاً لمصالح وتوجهات وسياسة الجهة الخارجية التي تتبعها، وحسب مراقبين فإن مجرد التأمل في ممارسات كل طرف على الأرض يكفي لمعرفة تبعيته لجهات خارجية أو استقلاله، وما حدث في عدن خلال الأيام القليلة الماضية من انسلاخ المجلس الانتقالي الجنوبي عن الجمهورية اليمنية الموحدة، يكشف بوضوحٍ المستفيد من تجزئة البلاد وتقسيمها، ويعزز تلك الحقيقة سكوت المجلس الرئاسي- الذي شكلته الرياض ككيان شرعي- عن الإخلال بأهم الثوابت الوطنية واستهداف البلاد بالتقسيم. المجلس الانتقالي أعلن الحكم الذاتي في عدن، رغم أنه محسوب كواحد من مكونات الشرعية، وسكوت الرئاسي وحكومته وهما المكون الأساس للشرعية المزعومة يثبت بدون شك أن الجميع يتبعون جهات خارجية من مصلحتها أن تمضي اليمن إلى هاوية التمزيق، وكل ذلك يتم باسم مصالح اليمنيين، والكل متواطئ في تضليل العامة وتمرير ما يخدم مصالح القوى الخارجية التي تدير الحرب على حساب بلاد بأكملها.

ويؤكد المراقبون أن ثبات صنعاء على مواقفها منذ بداية الحرب حتى هذه اللحظة، يثبت استقلالية قرارها وانتفاء تبعيتها لأي وصاية خارجية، خصوصاً بعد فقدان ذريعة "اليد الإيرانية" مفعولها بعد تطبيع الرياض علاقاتها مع طهران، بينما تظل بقية الأطراف والمكونات اليمنية المحسوبة على الشرعية بيد قوى خارجية تحركها كيفما شاءت مصالحها وأينما هبت رياحها.

تتناقض مواقف الشرعية مما يحدث من قفز على سيادة البلاد وثوابتها، فمكونات الشرعية محكومة بالمضي على خطى القوى الخارجية التي تستخدمها، ولا تجرؤ على الخروج عما يخدم مصالح تلك القوى، فمواقف قيادات حزب الإصلاح- أحد أكبر مكونات الشرعية- تتناقض أمام إجراءات وتصرفات تمس السيادة وتهدد بتقسيم البلاد، كونها مجبرة على قول وفعل ما يرضي القوى الخارجية التي لم يعد الحزب يعرف من منها سيكفله، الأمر الذي جعله في أكثر المواقف حرجاً وتخبطاً، فهناك قيادات ترفض مخرجات اللقاء التشاوري للمجلس الانتقالي، لكن في وقت اعتبرت القيادية الإصلاحية توكل كرمان ما حدث تدخلاً عسكرياً سعودياً يهدف إلى تقسيم البلاد، رحبت قيادات أخرى بإجراء الانتقالي، حيث بارك رئيس حزب الإصلاح في حضرموت، صلاح باتيس، مخرجات اللقاء واعتبره حواراً وطنياً يؤسس لشراكة عادلة، والمستغرب أن القيادي الإصلاحي نفسه دعا في وقت سابق إلى مقاطعة اللقاء، معبراً الاستجابة له استسلاماً لمن يحاول البسط والسيطرة عسكرياً، حسب تعبيره.