تقارير

YNP / خاص -
عادت مفاوضات تمديد الهدنة في اليمن إلى الواجهة، رغم الفشل الذي سبق لها أن منيت به مطلع أكتوبر الجاري، حيث كان من المقرر التوصل إلى هدنة موسعة تمتد لستة أشهر، وتمتد بنودها لتشمل صرف مرتبات الموظفين الحكوميين، وفتح وجهات جديدة للرحلات الجوية من مطار صنعاء، ورفع كامل للقيود على دخول السفن إلى موانئ الحديدة، وفتح عدد من الطرقات المغلقة في تعز وغيرها من المحافظات، وذلك بناء على مقترح تقدم به المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ.

YNP /  إبراهيم القانص -

تثبت صنعاء تباعاً أن لدى قادتها قدرة غير عادية على قراءة مجريات الأحداث من منظور صائب، رغم حملات المغالطة المكثفة التي يضلل بها التحالف الرأي العام الإقليمي والعالمي، حيث يحوّل الحقائق إلى متوالية من الزيف، يصبح معها الضحية جلاداً والمخطئ مصيباً، لكن سلطات صنعاء وعلى مدى أكثر من سبعة أعوام من الحرب ظلت تكشف الحقائق المغيبة، وكلما اتخذ الصراع شكلاً تفرضه مجريات الواقع تتطابق النتائج مع نظريات صنعاء وقراءتها الصائبة، وتحديداً في ما يخص المتحكم الفعلي بملف الحرب على اليمن ومن يوجهها ويديرها بشكل مباشر،

YNP _ حلمي الكمالي :

في ظل المتغيرات السياسية والعسكرية التي فرضتها قوات صنعاء خلال الفترة الأخيرة، على مجمل المواجهة المفتوحة، وبعيداً عن تمديد الهدنة الأممية من عدمها، فإن قوى التحالف تتجه لوضع اللمسات الأخيرة، لإجتثاث فصائلها وأدواتها من المشهد اليمني، كإجراء روتيني طبيعي يمهد للمرحلة القادمة، إذا ما أرادت هذه القوى الخلاص الحقيقي من الغرق الطويل في المستنقع اليمني، الذي حول أطماعها إلى كوابيس بدأت ترتد بقوة على عمقها الإستراتيجي.

YNP /  إبراهيم القانص -

انتهت الهدنة الإنسانية التي رعتها الأمم المتحدة في اليمن في الساعة السادسة من مساء أمس الأحد، بدون أن يتم التوصل لاتفاق بشأن تمديد جديد وأطول مما سبق، وسط مراوغة واضحة ومحاولات التفاف على الشروط التي وضعتها سلطات صنعاء من أجل الموافقة على تمديد الهدنة، والتي كان أبرزها صرف رواتب موظفي الجهاز الإداري للدولة بدون استثناء ومعاشات المتقاعدين، وفتح المطارات والموانئ، وهي المطالب التي تحظى بتأييد شعبي واسع جداً كونها لا تخدم فئة بعينها، بل تصب في مصلحة اليمنيين كافة، وفق مراقبين، أكدوا أن الإجراءات التي تنوي صنعاء اتخاذها ستحظى أيضاً بتأييد شعبي والتفاف جماهيري كبير،

YNP _ حلمي الكمالي :

في خضم العروض العسكرية المهيبة التي تنظمها قوات صنعاء خلال الأيام الأخيرة، فإن معادلة توازن القوى على الساحة اليمنية تميل بكل تأكيد لصالح صنعاء، بإعتبارها اللاعب الرئيس والأقوى في المشهد السياسي والعسكري، لإعتبارات منظورة وكثيرة وليس آخرها التطور السريع والملحوظ والنوعي في قدراتها العسكرية والقفزة الكبيرة التي حققتها على مستوى التصنيع الذاتي للأسلحة الإستراتيجية.

ونظمت قوات صنعاء، في أقل من شهرين، عشرات العروض العسكرية الكبيرة في مختلف مناطقها العسكرية والأمنية، كان آخرها الكرنفال المهيب الذي نظمته في ميدان السبعين بالعاصمة اليمنية بمناسبة "الذكرى الثامنة لثورة 21 سبتمبر "، والذي ظل حديث الوكالات الدولية لأيام، وأحدث صدى ورعباً غير مسبوقاً داخل غرف عمليات دول التحالف والقوى الغربية المساندة لها، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، وفقاً لما نشرته وسائل إعلام غربية، خلال الأيام الماضية.

أمام هذه التطورات، يقف التحالف السعودي الإماراتي وفصائله خالي الوفاض، منهكاً بإخفاقات السنوات السبع الماضية، متخفياً خلف "عباءة" الهدنة الأممية، وعاجزاً دون أية خيارات سياسية أو عسكرية، في حين يظن خطأً أن هدنة مؤقتة يستميت في نقضها كل لحظة وكل ساعة، قد تحميه من تحمّل تكلفة الهزيمة المدوية، وتلك حسابات خاطئة تماماً بحسابات الواقع ، ناهيك عن تأكيد قائد أنصار الله في اليمن، عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير، أنها هدنة مؤقتة فقط، وأن الحرب لم تنتهِ بعد، محذراً من مواصلة الحرب على اليمن، ومؤكداً أن الإعتداء على اليمن يهدد السلم الإقليمي والدولي.

لا تتوقف أزمات التحالف السعودي الإماراتي، عند عجزه عن تحقيق أي نصر عسكري طوال السنوات السابقة، وحسب بل أيضاً، مع فشل جميع أدواته وفصائله في خلق أي أرضية سياسية أو عسكرية للتحالف للمناوره عليها أمام صنعاء في أي مفاوضات قادمة، فالمجلس الرئاسي لا يختلف كثيراً عن هادي وأعوانه، يحمل نفس الفشل والإخفافات وذات التناقضات والصراعات بين أدواته، ومثلما لم تتسع اليمن لهادي وحاشيته، لفظت العليمي وأتباعه، ليتكئ أخيراً في ذات الجناح الفندقي للرئيس المخلوع في العاصمة السعودية الرياض.

لسنا بصدد طرح المفارقات هنا، إنما في مقاربة بسيطة وسريعة، سنجد أن صنعاء المحاصرة من جميع الجهات الأربع، ومواطنينها الذين أحرمتهم دول التحالف من حقهم في النفط والغاز والمرتبات والدواء وغيرها، ما يزالوا صامدين، وينعمون بوضع أمني جيد، يفتقده كل اليمنيين في مناطق سيطرة فصائل التحالف، كما أن وضعهم الإقتصادي أو المعيشي، مازال جيداً، رغم الحصار والحرب على العملة التي تحتفظ بقيمتها في صنعاء، بفارق أضعاف مضاعفة عن تلك الخاضعة لمجلس التحالف في عدن، فكيف حدث كل ذلك؟ .. يتساءل الكثير.

هذه المفارقات الواضحة، هي ما بات يطرحه اليمنيين اليوم، في كل مكان وحين، وهم يشتعلون سخطاً وغضباً مما يحدثه التحالف وحكومة معين، والتي لم توفر سبباً واحداً لإستمرارها في المشهد، أكثر من كونها "مطية" لمشاريع قوى التحالف وفصائلها المتناحرة، لمزيد من استنزاف الثروات اليمنية، ومنها لإستنزاف الدم اليمني على إمتداد مناطق سيطرتها. ولعل حالة الغليان الشعبية التي تتواقد شيئاً فشيئاً ضد التحالف وفصائله في عموم المحافظات الجنوبية، والتي بدأت تعود مجدداً في المهرة وحضرموت وأبين، دليل على ذلك.

ولا تنتهي تلك المفارقات عند حالة الإنشقاقات العميقة التي تتصاعد داخل أروقة التحالف وفصائله، عقب ظهور أصوات واسعة في صفوفه تندب حظها مع هذا التحالف التعيس أو "العدوان السعودي الإماراتي" كما بات يطلق عليه بعض المحسوبين على أدوات التحالف السابقة، والذي بدأ يتشكل على لسان من رحبوا بهذا التحالف وفرشوا له الورد في بادئ الأمر، واليوم يهاجمونه بإعتباره عدوانا يستهدف كل اليمنيين بعد أن طالت صواريخ التحالف رؤوس أتباعهم في شبوة وأبين، وهو الوصف ذاته الذي سبق وأن أكدت عليه صنعاء منذ الطلقة الأولى لحرب التحالف على اليمن، وكان هؤلاء ينكرونه جملةً وتفصيلا.

أخيراً، وأمام هذه التناقضات والحقائق التي يملوءها المشهد اليمني بكافة أصعدته، يبقى السؤال الذي يردده الكثير من الناشطين السياسيين والمهتمين، ماذا أبقت صنعاء لخصومها في الداخل والخارج، أو بالأحرى ما تبقى لقوى التحالف وفصائلها المتناحرة وما مصيرها إذا ما صحت بنادق صنعاء عقب إنتهاء الهدنة الأممية، التي يستميت التحالف في نقضها مضطرباً تحت مآلات الخيارات الضيقة، في وقت يؤكد مراقبون وخبراء عسكريون أن بندقية صنعاء لن تتوقف هذه المرة عند السيطرة على كامل أراضي الجمهورية، وفقاً لمعطيات الحرب والسياسة.

YNP / خاص -
مظاهر احتفالية رسمية وشعبية بهيجة شهدتها العاصمة صنعاء ليلة الذكرى الستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، فيما غابت هذه المظاهر عن كافة المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الموالية للتحالف، وخاصة تلك المناطق التي تدعي الثوى المسيطرة عليها أنها تدافع عن هذه الثورة والنظام الجمهوري.

YNP / خاص -

لطالما مثل ملف الرواتب واحدا من الملفات التي تعثرت أو جرى القفز عليها خلال جولات المفاوضات العديدة لحلحلة الأزمة اليمنية، غير أن طرف واحد من الأطراف هو طرف صنعاء، ظل مهتما بهذا الملف، وحريصا على طرحه في كل جولة، فيما يحاول الطرف الآخر ممثلا بالحكومة الموالية للتحالف تجاوزه، والتهرب من استحقاقاته، التي هي في الأصل من التزامات هذه الحكومة التي سبق وأن تعهدت بالاستمرار بصرف رواتب جميع الموظفين الحكوميين في أعقاب قرار نقل وظائف البنك المركزي اليمني إلى عدن.

YNP / إبراهيم القانص -
يدرك التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات، منذ الساعات الأولى لبدء عملياته العسكرية في اليمن، أن المسئولين والقادة السياسيين والعسكريين الذين ضمهم إلى صفه ومنحوه ولاءهم المُطْلق لا يملكون أي صفة شرعية تمثل اليمن، وكان على يقين تام بأن ما ينطبق على المفرطين في سيادة بلدانهم ويوافقون على أي تدخل أجنبي فيها، ينطبق أيضاً على أولئك، وفي كل زمان ومكان وعبر مراحل التاريخ يوصفون بالخونة، حتى على ألسُن حلفائهم، ولتخفيف وطأة هذه الصفة المخزية تُستبدل بكثير من المسميات مثل الحلفاء أو الشركاء أو المتعاونين، لكنها لا تعني في الأصل وفي النهاية سوى "الخيانة"، ولم يتعامل التحالف معهم إلا على هذا الأساس، ولم يمنحهم صفة الشرعية إلا لأغراض في نفسه استوجبتها مصالحه ومصالح من وقفوا خلفه من القوى الإقليمية الكبرى، وفي مُقَدَّمِها الولايات المتحدة الأمريكية.

YNP / إبراهيم القانص -
لا يزال اليمنيون يتذكرون تصريح المتحدث الرسمي لقوات التحالف، في الساعات الأولى لبدء العمليات العسكرية صبيحة الـ 26 من مارس عام 2015م، إذ ظهر العسيري حينها ليعلن متباهياً أن طائراته دمرت 85% من القدرات العسكرية اليمنية، التي صنفها في حينه بالتابعة للانقلابيين الحوثيين،

 YNP /  خاص :

رغم ما يشهده الملف اليمني من حراك تفاوضي لوقف الحرب، وإحلال السلام في البلاد التي اصطلت بنيرانها منذ قرابة ثمان سنوات، إلا أن المعطيات الواقعية لا تشير إلى نوايا حقيقية لدى القوى الإقليمية والدولية الضالعة في هذه الحرب لوقفها،ففي حين ترتفع الدعوات من كافة تلك الاطراف إلى ضرورة الوصول إلى حل سياسي ووضع حد للحرب التي طحنت اليمن مخلفة نتائج كارثية على كافة المستويات، تتواصل المشاريع الخارجية الساعية إلى السيطرة على أجزاء واسعة وذات أهمية كبيرة كمنابع الثروة النفطية والغازية والسواحل والموانئ المطلة على خطوط الملاحية الدولية ومضيق باب المندب، الذي يعد ثاني أهم ممر مائي في العالم.